أنا والعصا
لا تحسبـوا هـذي العـصا عــكّازتي
|
لكنّــــما هــي في يـــدي لحمــــايتي
| |
إني لأعـلـــمُ أنَّ دهــــريَ ضائــــقٌ
|
ذرعاً بوجهي، لا يطيـــقُ صراحـتي
| |
كم قال: أخــــرجْ يافتى من قــريتي
|
واسكــنْ هنالك فـوق رأسِ غـمامـةِ
| |
لكـنّــــــه زَمَـــنٌ لئيـــــمٌ .. غــــادرٌ
|
هـيهــات يتــركني .. أســـير لغايتيِ
| |
قـد ســرتُ يومـاً أعـــزلاً، فتعـثّـرتْ
|
مني الخطى في الدرب أوّل ساعـــةِ
| |
أفعى تفحّ هـنا .. وعـشّ عـقـــاربٍ
|
في كلّ منعـطـــفٍ .. وألــف حبـــالةِ
| |
وحفــــــائرٌ ذئبيّــــــةٌ .. ملعــــونـةٌ
|
ملئـــــتْ خناجـــــرَ خِسّـــةٍ وشراهـةِ
| |
وحجــــــارةٌ شوكيــــةٌ .. مسمومـةٌ
|
وحطامُ جمجمــــةٍ .. ووكـر ثُُعالـــــةِ
| |
وعــيونُ غربانٍ .. تَمُـــــدّ يدَ العـمى
|
وزعـيق غـيــــلانٍ .. تُعِـــــدّ لغــــارةِ
| |
ما ســـــرتُ إلا أمعنــــتْ، مجنونـةً
|
في نهـــش أقـدامي ، ونجــمِ هدايتيِ
| |
مــــاذا أقــــاوم بالعـصـــا ..، والليلُ
|
وحشــــيٌّ، وأدرأ من أذىً وسفـاهــةِ
| |
هـي رحلـــــةٌ في عالــمٍ وَغْـــدٍ، وكمْ
|
أشقى لحـفــظ كـرامتي .. وطهــارتي
| |
نَفَقٌ بأوديــــــةِ الجحيمِ ..، متى أرى
|
أفقـــــــاً هـناك .. مـبشّــــراً بنهايـةِ!
|