.

.

الجمعة، 7 مارس 2014

عيدنا في ( إربد )


                           عيدنا في ( إربد ) 


غــــداً.. بُنَيَّ، عيدُنا في (إربـــدِ)


ما أجمَــــــلَ العيـــدَ بأرضِ المولدِ
غــداً.. نلاقي الأهلَ والأحباب في


كلِّ الميــــــادين.. بغـــير موعـــــدِ
وجــــوهُهُمْ مشرقــــــــةٌ.. كأنَّها


زَهْـرُ (أبانَ) في ربيعها النـــدي(1)
أو ماءُ نبعِـها، تنــــــزّى صافياً


للَّــــــــهِ ما أعْذَبَـــــــه من مَــوْرِدِ
أشتاقُهمْ.. أُسقى وأُسقى ذكْرَهُم


لكــــنْ أظـــلّ دائماً ذاك الصَّـــــدي
ما زرتُهمْ، ثمَّ قفـلــتُ راجـــــعاً


إلّا وقال القلبُ، من شـوقٍ: عُـــــدِ
(عمّانُ)، وهي جنَّــةٌ، هيهات أنْ


تُنسيَني عنـــــد (أبانَ) موقــــــدي
هناك قرب خيمــــــةٍ خيشيّــــــةٍ


شيّــــــــــدها أبي لكــــلِّ مُجْهــــــدِ
عليه غلّايةُ شايٍ.. في المسا


أو كِسْرةٌ من خـــــبزِ قمـــحٍ بلـدي
يا طالما سرحـــــتُ فيها لاهياً


أركـــضُ خــلف جُـــندبٍ أو قـنفــدِ
أو نحـــو عصفورٍ أراه ساهياً


أنقـفُـــــــه بحَـجَـــــــرٍ أو وَتِــــــــدِ
إنْ جعتُ، كان لي.. عشاءً طيباً


ما أطيبَ اللقمـــــةَ من كَسْبِ اليــدِ
هنا.. هنا: يا (ليثُ)، أحلى ملعبٍ


قد كان لي يوماً وأشهى مرقـــدِ(2)
إذ كنتُ طفلاً ناعماً، شرواكَ.. لا


هـــــمَّ ولا غــمَّ.. خـــليَّ الخَلَــدِ(3)
النّاي والزَّهْر البهيـــج والرّبى


والطيرُ والكرومُ.. عــــالمُ الــدَدِ(4)
طوراً أُرى فراشـــــةً، وتارةً


كالقرد !من غُصْنٍ لغصنٍ أملــــدِ!
يلحظني أبي... بعـــــينِ حبِّه


وعطفِه.. على امـتدادِ المشهـــــــدِ
كم قال لي: " مشاغبٌ.. شيّبتني


العبْ هنا (إبراهيمُ)، لا.. لا تبعــــدِ
أخــاف أنْ تضيــعَ أو تُلسعَ أو


تســــقطَ في حــــفيرةٍ.. يا ولـدي!
هـــــذا أنا.. أبٌ رقـيقٌ قــلبُــه


فاسمعْ كلامي.. لا تفطِّر كبدي" !
.. غداً نزورُ (إربداً).. متى غدٌ


يأتي؟! لقد طـــال انتظـــــاري لغـدِ
عشقتُـــــها.. مدينــةً من فَرَحٍ


ومن بهــــــاءٍ.. وجمـــالٍ أبـــدي!









(1) أبان: جبلٌ منبسط، يقع إلى الشَّمال الغربيّ من مدينة إربد، تكثر فيه الكروم والبساتين.
(2)  ليث: النجل الأكبر للشاعر.
(3) شرواك: مثلك، والخَلَد: البال والنفس.
(4)  الدّد: اللهو واللعب.