عيدنا في ( إربد )
غــــداً.. بُنَيَّ، عيدُنا في (إربـــدِ)
|
||
ما أجمَــــــلَ العيـــدَ بأرضِ المولدِ
|
||
غــداً.. نلاقي الأهلَ والأحباب في
|
||
كلِّ الميــــــادين.. بغـــير موعـــــدِ
|
||
وجــــوهُهُمْ مشرقــــــــةٌ.. كأنَّها
|
||
زَهْـرُ (أبانَ) في ربيعها النـــدي(1)
|
||
أو ماءُ نبعِـها، تنــــــزّى صافياً
|
||
للَّــــــــهِ ما أعْذَبَـــــــه من مَــوْرِدِ
|
||
أشتاقُهمْ.. أُسقى وأُسقى ذكْرَهُم
|
||
لكــــنْ أظـــلّ دائماً ذاك الصَّـــــدي
|
||
ما زرتُهمْ، ثمَّ قفـلــتُ راجـــــعاً
|
||
إلّا وقال القلبُ، من شـوقٍ: عُـــــدِ
|
||
(عمّانُ)، وهي جنَّــةٌ، هيهات أنْ
|
||
تُنسيَني عنـــــد (أبانَ) موقــــــدي
|
||
هناك قرب خيمــــــةٍ خيشيّــــــةٍ
|
||
شيّــــــــــدها أبي لكــــلِّ مُجْهــــــدِ
|
||
عليه غلّايةُ شايٍ.. في المسا
|
||
أو كِسْرةٌ من خـــــبزِ قمـــحٍ بلـدي
|
||
يا طالما سرحـــــتُ فيها لاهياً
|
||
أركـــضُ خــلف جُـــندبٍ أو قـنفــدِ
|
||
أو نحـــو عصفورٍ أراه ساهياً
|
||
أنقـفُـــــــه بحَـجَـــــــرٍ أو وَتِــــــــدِ
|
||
إنْ جعتُ، كان لي.. عشاءً طيباً
|
||
ما أطيبَ اللقمـــــةَ من كَسْبِ اليــدِ
|
||
هنا.. هنا: يا (ليثُ)، أحلى ملعبٍ
|
||
قد كان لي يوماً وأشهى مرقـــدِ(2)
|
||
إذ كنتُ طفلاً ناعماً، شرواكَ.. لا
|
||
هـــــمَّ ولا غــمَّ.. خـــليَّ الخَلَــدِ(3)
|
||
النّاي والزَّهْر البهيـــج والرّبى
|
||
والطيرُ والكرومُ.. عــــالمُ الــدَدِ(4)
|
||
طوراً أُرى فراشـــــةً، وتارةً
|
||
كالقرد !من غُصْنٍ لغصنٍ أملــــدِ!
|
||
يلحظني أبي... بعـــــينِ حبِّه
|
||
وعطفِه.. على امـتدادِ المشهـــــــدِ
|
||
كم قال لي: " مشاغبٌ.. شيّبتني
|
||
العبْ هنا (إبراهيمُ)، لا.. لا تبعــــدِ
|
||
أخــاف أنْ تضيــعَ أو تُلسعَ أو
|
||
تســــقطَ في حــــفيرةٍ.. يا ولـدي!
|
||
هـــــذا أنا.. أبٌ رقـيقٌ قــلبُــه
|
||
فاسمعْ كلامي.. لا تفطِّر كبدي" !
|
||
.. غداً نزورُ (إربداً).. متى غدٌ
|
||
يأتي؟! لقد طـــال انتظـــــاري لغـدِ
|
||
عشقتُـــــها.. مدينــةً من فَرَحٍ
|
||
ومن بهــــــاءٍ.. وجمـــالٍ أبـــدي!
|
||