(وادي الغَفَر) (1)
سَرِّح الطّرفَ.. (بوادي الغَفَرِ)
|
||
وتمتَّـــــــعْ بشهــــيّ المنظرِ
|
||
لبسَ العُشْبَ.. ثياباً حلــــــوةً
|
||
ناعِـــمَ العطْـر.. بهيج الزَّهَرِ
|
||
يـتـثـــنّى.. كعـــروسٍ تزدهي
|
||
في حِـــــلاها.. لنسيمِ السَّحَرِ
|
||
أيّ فَـنّانٍ لطـيـــــفٍ ماهــــــرٍ
|
||
قــــد أتانا ببـــــديع الصُّوَرِ!
|
||
أيّ حُسْـــــــنٍ عبقـــريٍّ ساحرٍ
|
||
وبهــــاءٍ.. من هدايا المطرِ!
|
||
ترقصُ الأطيارُ فيه نشــــــوةً
|
||
ضاحكــــاتٍ للربيعِ الـمُـزْهِرِ
|
||
ورعاة الشّاءِ تَشْدو فرحـــــةً
|
||
لم تذقْ طَعْـــمَ العنا والضَّجرِ
|
||
ولُجَيْن الماءِ يجري سَلْسَلاً
|
||
موقـظـــــاً كلَّ نؤومٍ خَـــــدِرِ
|
||
كم تسطَّحْـــتُ على خُـضْرته
|
||
وتَملَّيْـــــتُ (حديثَ القَمَـــرِ)
|
||
وتنشّقـــــــتُ شــــذا أزهاره
|
||
وترشّفـــــتُ رحيـــقَ الثَّمــرِ
|
||
وتسلّقـــــــتُ على أشجـــاره
|
||
و(تسحْسَلْــــتُ) من المنحدرِ
|
||
وشربتُ (الشّاي) في أحضانه
|
||
وتمتّعــــــتُ بليل السَّمَــــــــرِ
|
||
قد حَسَــــدْتُ النحلَ في أرجائه
|
||
ينتشي من أصفرٍ أو أحمــــرِ
|
||
والفراشاتِ.. تباهي في الضّحى
|
||
راقصاتٍ في الفضــــاءِ النيِّرِ
|
||
كم تمنَّيــــــتُ لو انّي قطــــــرةٌ
|
||
سَكَنَتْ أغصانَ تينٍ (غَفَري)
|
||
أو (حُنينيٌّ) نَمَا في حـضنـــــه
|
||
وبَنى فيه عشـــــوشَ العُـمُـرِ
|
||
يتهـــادى في الهواءِ العَطِــــــرِ
|
||
والرَّبيـعِ (الإرْبِديّ)
النَّضِـــــرِ
|
||
مـــرَّةً في (ســــومَ) مع خلّانه
|
||
في الحواكيرِ.. وفوق الشجرِ (2)
|
||
ومـــــراراً في (أبـانٍ) لاهيـــاً
|
||
ينقـــــرُ الأعنابَ والقثّا الطَّري
|
||
سَكِــــــراً.. في لــــــذّةٍ حالمةٍ
|
||
يرسمُ الألحان.. عَــذْبَ الوترِ
|
||
إيهِ (وادي الغَـفَـرِ) المــــــــزدهرِ
|
||
تِهْ جمـالاً.. وجـلالاً.. وافخــرِ
|
||
نورك الرقراقُ.. يسري في دمي
|
||
ينعشُ النَّفْسَ.. ويُذْكي
فِكَـري
|
||
1986م
|
||