.

.

الاثنين، 10 مارس 2014

(وادي الغَفَر)


(وادي الغَفَر) (1)


سَرِّح الطّرفَ.. (بوادي الغَفَرِ)


وتمتَّـــــــعْ بشهــــيّ المنظرِ
لبسَ العُشْبَ.. ثياباً حلــــــوةً


ناعِـــمَ العطْـر.. بهيج الزَّهَرِ
يـتـثـــنّى.. كعـــروسٍ تزدهي


في حِـــــلاها.. لنسيمِ السَّحَرِ
أيّ فَـنّانٍ لطـيـــــفٍ ماهــــــرٍ


قــــد أتانا ببـــــديع الصُّوَرِ!
أيّ حُسْـــــــنٍ عبقـــريٍّ ساحرٍ


وبهــــاءٍ.. من هدايا المطرِ!
ترقصُ الأطيارُ فيه نشــــــوةً


ضاحكــــاتٍ للربيعِ الـمُـزْهِرِ
ورعاة الشّاءِ تَشْدو فرحـــــةً


لم تذقْ طَعْـــمَ العنا والضَّجرِ
ولُجَيْن الماءِ يجري سَلْسَلاً


موقـظـــــاً كلَّ نؤومٍ خَـــــدِرِ
كم تسطَّحْـــتُ على خُـضْرته


وتَملَّيْـــــتُ (حديثَ القَمَـــرِ)
وتنشّقـــــــتُ شــــذا أزهاره


وترشّفـــــتُ رحيـــقَ الثَّمــرِ
وتسلّقـــــــتُ على أشجـــاره


و(تسحْسَلْــــتُ) من المنحدرِ
وشربتُ (الشّاي) في أحضانه


وتمتّعــــــتُ بليل السَّمَــــــــرِ
قد حَسَــــدْتُ النحلَ في أرجائه


ينتشي من أصفرٍ أو أحمــــرِ
والفراشاتِ.. تباهي في الضّحى


راقصاتٍ في الفضــــاءِ النيِّرِ
كم تمنَّيــــــتُ لو انّي قطــــــرةٌ


سَكَنَتْ أغصانَ تينٍ (غَفَري)
أو (حُنينيٌّ) نَمَا في حـضنـــــه


وبَنى فيه عشـــــوشَ العُـمُـرِ
يتهـــادى في الهواءِ العَطِــــــرِ


والرَّبيـعِ (الإرْبِديّ) النَّضِـــــرِ
مـــرَّةً في (ســــومَ) مع خلّانه


في الحواكيرِ.. وفوق الشجرِ (2)
ومـــــراراً في (أبـانٍ) لاهيـــاً


ينقـــــرُ الأعنابَ والقثّا الطَّري
سَكِــــــراً.. في لــــــذّةٍ حالمةٍ


يرسمُ الألحان.. عَــذْبَ الوترِ
إيهِ (وادي الغَـفَـرِ) المــــــــزدهرِ


تِهْ جمـالاً.. وجـلالاً.. وافخــرِ
نورك الرقراقُ.. يسري في دمي


ينعشُ النَّفْسَ.. ويُذْكي فِكَـري

                   1986م








(1) وادٍ، يقع غربيّ مدينة إربد.
(1) سوم: بلدة، تقع غربيَّ مدينة إربد على مقربة من وادي الغفر.