غُثاء
«مقاطع من قصيدة طويلة...»
(1)
.. هذي دواوينُ الألــــوفِ..، وإنّها
|
||
لغـثـــــاءُ سيــــلٍ آســــنٍ وكـريـــهِ
|
||
مُلئتْ سماديراً، وينعــقُ مَنْ
غووا:
|
||
"شعـــرٌ حـــديثٌ.. جـلَّ ما يعنيـــه"
|
||
وكأنَّ معنى الشعر في قاموسهمْ
|
||
صرخاتُ مخمــورٍ.. وقول سفيـــهِ!
|
||
(2)
قالوا: (الحداثةُ) أنْ تسطّر ما
ترى
|
||
في النّومِ.. مما لستَ أنتَ تَعيـهِ (1)
|
||
وتطيــعَ (إبليساً) بقلبٍ خاشــــعٍ
|
||
وتظلّ، طَــول العمرِ، تستوحيـــهِ
|
||
وتقلِّــــد الغربيَّ في أهـــــوائــه
|
||
وتمــــدّ كفَّــــك، ثَمَّ، تستجـديــــهِ
|
||
وتحـــاربَ العربيَّ في قـــرآنِهِ
|
||
وبيانه.. وتقــــــولَ ما يــؤذيــــهِ
|
||
وتدوسَ كلَّ أصالــــةٍ ونبالــــةٍ
|
||
للمبدعين من الجـــــدودِ.. بتيـــهِ
|
||
هي أنْ تقــولَ لكل شعـــرٍ طاهرٍ
|
||
كالفجــر: قـدْ، ولكلِّ رجــسٍ: إيهِ
|
||
هي أنْ تمزِّقَ للفضيلــــة ثوبها
|
||
وتحلّ كلَّ عُرى الجمـالِ.. وتوهي
|
||
هي أن تظلّ على المدى لصّاً..
وإن
|
||
قطعـــــوا يديك.. وبان ما تُخفيــهِ
|
||
هي أنْ تشيدَ لمن طَغَوْا
ماخورَهم
|
||
وتــدكَّ محــــــــراباً على أهليــــهِ
|
||
(3)
ما أفســـدَ الآدابَ غيرُ (مجــــــدّدٍ)
|
||
في ساحنا.. ذي لَوْثَةٍ، مشبـــــوهِ
|
||
يدعو إلى الإصلاحِ، وهو مخــرّبٌ
|
||
وإلى النزاهـــــةِ، وهو غير نزيهِ
|
||
يختـال في ثوبِ التنسّك ظاهـــــراً
|
||
وإلى الفجــــــورِ.. يقــود متّبعيهِ
|
||
ويصيحُ بالتجديد، وهـو مقلِّـــــــدٌ
|
||
وسِجِلّه في السطو.. لا يطويــــهِ
|
||
(الجاهليّــــةُ)
دينُــهُ.. ولأجلـــــها
|
||
يهـــوى دياجي الزيفِ والتمويهِ
|
||
ويحرِّف التاريخ.. تاريـــــخَ السّنا
|
||
ويــودّ لو بظـلامــــه.. يُطفيــــهِ
|
||
وتراه ينفخ في (أساطير) الورى
|
||
ليعيـــــدَ للدنيا عصـور التيـــــهِ
|
||
إني لأعجبُ.. كيف أضحى ملحدٌ
|
||
غاوٍ، يُحــــاط بهالـــــةِ التأليــهِ!
|
||
ويموتُ في ليل (الكهوفِ) ونيرِها
|
||
مَنْ عاش للتنــــــويرِ والتـوجيهِ
|
||
يدعو إلى الفنّ الأصيلِ، وقد ذوى
|
||
في ذا الزمانِ.. وعـزَّ مَنْ
يسقيهِ
|
||
يدعو إلى الخُلُقِ العظيمِ، وقد
عفا
|
||
بنيانــه.. وقضى الذي يحميـــــهِ
|
||
ويقـول: في القرآنِ نـــورُ قلوبنا
|
||
وحياتنا.. طـــوبى لِمَنْ يهـديـــهِ
|
||
.. طوبى
لمن يرقى إلى إبداعـــه
|
||
وجمالـــه السامي الذي يحويــهِ
|
||
(4)
|
||
هذا زمانُ (الأعورِ الدجّال):
|
||
في الفردوسِ، مَنْ في ناره
يرميهِ
|
||
وجهنّـــــــمٌ مأوى الذي جنّاتُـــهُ
|
||
في هــــذه الدنيـا، غَــدتْ تؤويــهِ
|
||
إني كفـــــرتُ بكلِّ عصرٍ (مُظلمٍ)
|
||
قد ظـنَّ للخـــــــلّاق ألـفَ شبيــــهِ
|
||
ساوى مع الباري مخاليقــــاً له
|
||
من كلّ مِسْخ الروح.. أو معتــوهِ
|
||