.

.

الثلاثاء، 4 مارس 2014

غُثاء

غُثاء
«مقاطع من قصيدة طويلة...»
 (1)


.. هذي دواوينُ الألــــوفِ..، وإنّها


لغـثـــــاءُ سيــــلٍ آســــنٍ وكـريـــهِ
مُلئتْ سماديراً، وينعــقُ مَنْ غووا:


"شعـــرٌ حـــديثٌ.. جـلَّ ما يعنيـــه"
وكأنَّ معنى الشعر في قاموسهمْ


صرخاتُ مخمــورٍ.. وقول سفيـــهِ!
(2)


قالوا: (الحداثةُ) أنْ تسطّر ما ترى


في النّومِ.. مما لستَ أنتَ تَعيـهِ (1)
وتطيــعَ (إبليساً) بقلبٍ خاشــــعٍ

         
وتظلّ، طَــول العمرِ، تستوحيـــهِ
وتقلِّــــد الغربيَّ في أهـــــوائــه


وتمــــدّ كفَّــــك، ثَمَّ، تستجـديــــهِ
وتحـــاربَ العربيَّ في قـــرآنِهِ


وبيانه.. وتقــــــولَ ما يــؤذيــــهِ
وتدوسَ كلَّ أصالــــةٍ ونبالــــةٍ


للمبدعين من الجـــــدودِ.. بتيـــهِ
هي أنْ تقــولَ لكل شعـــرٍ طاهرٍ


كالفجــر: قـدْ، ولكلِّ رجــسٍ: إيهِ
هي أنْ تمزِّقَ للفضيلــــة ثوبها


وتحلّ كلَّ عُرى الجمـالِ.. وتوهي
هي أن تظلّ على المدى لصّاً.. وإن


قطعـــــوا يديك.. وبان ما تُخفيــهِ
هي أنْ تشيدَ لمن طَغَوْا ماخورَهم


وتــدكَّ محــــــــراباً على أهليــــهِ

(3)


ما أفســـدَ الآدابَ غيرُ (مجــــــدّدٍ)


في ساحنا.. ذي لَوْثَةٍ، مشبـــــوهِ
يدعو إلى الإصلاحِ، وهو مخــرّبٌ


وإلى النزاهـــــةِ، وهو غير نزيهِ
يختـال في ثوبِ التنسّك ظاهـــــراً


وإلى الفجــــــورِ.. يقــود متّبعيهِ
ويصيحُ بالتجديد، وهـو مقلِّـــــــدٌ


وسِجِلّه في السطو.. لا يطويــــهِ
(الجاهليّــــةُ) دينُــهُ.. ولأجلـــــها


يهـــوى دياجي الزيفِ والتمويهِ
ويحرِّف التاريخ.. تاريـــــخَ السّنا


ويــودّ لو بظـلامــــه.. يُطفيــــهِ
وتراه ينفخ في (أساطير) الورى


ليعيـــــدَ للدنيا عصـور التيـــــهِ
إني لأعجبُ.. كيف أضحى ملحدٌ


غاوٍ، يُحــــاط بهالـــــةِ التأليــهِ!
ويموتُ في ليل (الكهوفِ) ونيرِها


مَنْ عاش للتنــــــويرِ والتـوجيهِ
يدعو إلى الفنّ الأصيلِ، وقد ذوى


في ذا الزمانِ.. وعـزَّ مَنْ يسقيهِ
يدعو إلى الخُلُقِ العظيمِ، وقد عفا


بنيانــه.. وقضى الذي يحميـــــهِ
ويقـول: في القرآنِ نـــورُ قلوبنا


وحياتنا.. طـــوبى لِمَنْ يهـديـــهِ
.. طوبى لمن يرقى إلى إبداعـــه


وجمالـــه السامي الذي يحويــهِ

(4)
هذا زمانُ (الأعورِ الدجّال):


في الفردوسِ، مَنْ في ناره يرميهِ
وجهنّـــــــمٌ مأوى الذي جنّاتُـــهُ


في هــــذه الدنيـا، غَــدتْ تؤويــهِ
إني كفـــــرتُ بكلِّ عصرٍ (مُظلمٍ)


قد ظـنَّ للخـــــــلّاق ألـفَ شبيــــهِ
ساوى مع الباري مخاليقــــاً له


من كلّ مِسْخ الروح.. أو معتــوهِ





(1)  يشير في هذا المقطع إلى بعض المفاهيم الخاطئة، التي ارتبطتْ بكلمة (الحداثةِ الشعرية)، وما إليها.