.

.

الاثنين، 31 مارس 2014

العودة..

العودة..

(ظامــئٌ)، والدروبُ ماجــتْ أكــفّاً


راقصــــاتٍ بألـــف كـأسٍ دهـاقِ
وابتسام العيونِ في الليل يدعوني


إلى بــــدر مائـــــها الرقـــــراقِ
وجِنـــــانُ التفّـــاح دومـاً تغـنّي


أين مَــــنْ يحـتسي لذيذَ العـنـاقِ
وسهُـــــول الثلـــوج تبسمُ للنّار


حبيبـــــاً في لوعــــةٍ واشتيــاقِ
تترامى في حضنـــــه كسليــــمٍ


باتَ في نشـــــوةِ مـن التّريـــاقِ
ذُقْتُ ما ذقتُ .. من سراب المفازاتِ


على الدَّربِ واللـظى الـمُهْــــراقِ
كم رأيتُ الغيومَ تحكي من الغَدْرِ


شحيحــــــاً في لحـظــةِ الإنفـــاقِ
لم تزلْ بُحّتي من العَطَشِ اليابسِ


ينبــــــــوعَ كبـــــرياء الـمــــذاقِ
ودمائي من الحجارة والأشـواكِ


شمساً عـلْويّــة الإشـراقِ
تلك لو شئتُ كوّةً.. (جنّةُ الدّجّالِ)


لـكـنّني سـمـيـــــــرُ (البُـــــــراقِ)
في فـؤادي عـينانِ من أَنْسُــرِ


(الفردوس ) جوَّابهٌ مــدى الآفـاق
كم تبدَّتْ ليَ الدّنا من بعـيــــدٍ


نملـةً في غـيــــــاهبِ الإخـفــــــاقِ
كلّما قلتُ: آدني الجرحُ والإرهاقُ



هبَّـــــتْ نسائـم (الميثـاقِ)
فتراني أقتاتُ من جسميَ المهزولِ


رغـــــــم الجـــــراح والإرهـــــاقِ
وكأني، ولم أزلْ شَبَحـــــاً مـــن


غَـمْرةِ الشــوق.. في نعيـم التلاقي



إربد ــ 1986م




أنا والعصا

أنا والعصا



لا تحسبـوا هـذي العـصا عــكّازتي

لكنّــــما هــي في يـــدي لحمــــايتي
إني لأعـلـــمُ أنَّ دهــــريَ ضائــــقٌ

ذرعاً بوجهي، لا يطيـــقُ صراحـتي
كم قال: أخــــرجْ يافتى من قــريتي

واسكــنْ هنالك فـوق رأسِ غـمامـةِ
لكـنّــــــه زَمَـــنٌ لئيـــــمٌ .. غــــادرٌ

هـيهــات يتــركني .. أســـير لغايتيِ
قـد ســرتُ يومـاً أعـــزلاً، فتعـثّـرتْ

مني الخطى في الدرب أوّل ساعـــةِ
أفعى تفحّ هـنا .. وعـشّ عـقـــاربٍ

في كلّ منعـطـــفٍ .. وألــف حبـــالةِ
وحفــــــائرٌ ذئبيّــــــةٌ .. ملعــــونـةٌ

ملئـــــتْ خناجـــــرَ خِسّـــةٍ وشراهـةِ
وحجــــــارةٌ شوكيــــةٌ .. مسمومـةٌ

وحطامُ جمجمــــةٍ .. ووكـر ثُُعالـــــةِ
وعــيونُ غربانٍ .. تَمُـــــدّ يدَ العـمى

وزعـيق غـيــــلانٍ .. تُعِـــــدّ لغــــارةِ
ما ســـــرتُ إلا أمعنــــتْ، مجنونـةً

في نهـــش أقـدامي ، ونجــمِ هدايتيِ
مــــاذا أقــــاوم بالعـصـــا ..، والليلُ

وحشــــيٌّ، وأدرأ من أذىً وسفـاهــةِ
هـي رحلـــــةٌ في عالــمٍ وَغْـــدٍ، وكمْ

أشقى لحـفــظ كـرامتي .. وطهــارتي
نَفَقٌ بأوديــــــةِ الجحيمِ ..، متى أرى

أفقـــــــاً هـناك .. مـبشّــــراً بنهايـةِ!

قابيل وعزريل

قابيل وعزريل


أُوغِـــلُ مـن زمــنٍ.. في مــدنٍ


موحشــــةٍ، يسكُنـــها الغـولُ
يَهْـــــديني ليــــلٌ محـتــــــالٌ


ونَهـــــــارٌ.. أرجُـلُــــه حـولُ
طُـــــرُقٌ تتلـــــوَّى حـيّـــــاتٍ


ســوداً، فسمــومٌ.. وعـــويلُ
وسحــــــابٌ يمطــــرُ غـرباناً


فســـــــرابٌ مُــــرٌّ.. وطلــولُ
وقلـــــــوبٌ صــــارتْ صوّاناً


يشكـــو قســــوتها الإزميـــلُ
أحتــــاجُ إلـى لقـمــــــةِ روحٍ


تنقـــــــذني، فالــــزادُ قـليـــلُ
أحتــــاجُ إلى كــــــفِّ طـبيــبٍ


فالجـرحُ على الجـرحِ يسيــــلُ
أحـتــــاجُ إلى بــوصلــــــةٍ، لا


تغــــــدرُ، إنْ قيـل: هـنا قيلــوا
أحتــــاجُ إلى ظهـــــر شعـــــاعٍ


يوصــــلني، إن كان وصــــولُ
فالعتمـــــةُ لا ترحــــمُ أحــــــداً


والرّحلــــةُ طــالتْ... وتطـــولُ
...

النّجــــــدةَ.. أصـــرخُ، النّجــدةَ..


النّجــــــــدةَ.. إنـي مقتـــــــولُ
صَـرَخــــــاتٌ لـم تـكُ فـي وادٍ


(قـابيـــــلٌ) هــــبَّ (وعــزريلُ)

الأحد، 30 مارس 2014

قصّة (الرّجل الهُمام)

قصّة (الرّجل الهُمام) 

فـــكّ اللثـــامَ عـن اللثـــامِ


هــذا زمانكَ يا ( حــرامي )
وجْــــهٌ مـــن (الإنجيـــــل)


صفحتُه، كما البدْر التمـــــامِ
لـــو زرتَ يوماً (نوبـــــلاً)،


أعطـــاك جائــــزة الســــلامِ
أنـــت المـبجّــــــلُ دائـمــــاً


في كــلّ نـــادٍ أو مقـــــــــامِ
إنْ جئــــتَ، قـام الجالسـون


 من المهــابـــــــة والــوَسامِ
أو قـلــتَ، أصـغى السامعـون


 إلى اللــــذيـــذ مـن الكـــلامِ
قصص الشطارة والبراعـة..


 والمشاهـــــــير العِظــــــامِ!
*     *
تــــهْ ( حاتمــــاً ) بين الأنــامِ

  هــذا زمانكَ يا ( حــرامي )
تُحْـــنى الــــرؤوسُ لـــــكمْ ،


  وتُلْثـمُ كفّكمْ.. كـفّ الغـمــامِ
كم أعـطيــــــاتٍ وزّعَتْــــــها


  مـــن نقـــــــودٍ أو طعـــــامِ
نَزَلَـــــتْ شـــهيَّ الغيـــث في

  كـلّ المـــدائـــن والمــوامي
تَــرْوى بــــه فـي وَقْــــــــدة


  الأيـــــام.. أرواحٌ ظــــوامي
وتـــــرفّ أحــــــــلامٌ لهـــــا


  بعــــد اليُبُــوســةِ والسّقــام
كـفّ (المسيـــح)؛ بهـا الشّـفا


   مـــن كـلّ فقــــرٍ أو جُـــذامِ!
*     *
سرْ حيث شئتَ إلى الأمــــامِ

  هــــذا زمـانكَ يا (حــرامي)
كـم منصــــــبٍ قـــد حــزتــه


   بجــدارة البطل (العِـصامي)
نافســــتَ كــلّ الطامعـــــــين


 بـــه ، فـبــــاؤوا بانهــــــــزامِ
لا غــــــرْوَ..، أنـــــت الجــدّ


  والإقدامُ والرأيُ (الحَــذامي)
مَنْ للبـــــلادِ ســـــواك، عـن
  
  خــيراتــها دومـــاً يحـــــامي
إنْ نام غــيرك، كـنت جَفْـناً


    صــاحـــــياً بــــين النيــــامِ
أولستَ أعـــدى من (تأبّط ..)


  حـــين تعــــدو في الظـــلامِ!
*     *
هـــــذا زمـانك يا (حــرامي)

 كــمْ خـلف ظهـــرِكَ من دِعـامِ
كلّ (الفضائيـــــاتِ) تحـــكي


  قـصّــــة (الرجــــل الهُمـــامِ)
(نجـــم) الذكا والعبقـــــريّــة..

  
    والـتطـلّـــــــع للأمــــــــــامِ
كان ابنَ شـحّـــــــادٍ، فـصــــار

  بلحـظــــــــةٍ ابنَ الكـــــــــرامِ
قفــزاتُـــهُ قـفــــــزاتُ (سَبْـــعٍ)


    لا يـبــــــــالي بالمـــــــــلامِ
كـــــلّا، ولا يخشى السهــــــامَ


    ولــو تكـــــاثـرت الــروامي
جِـلْـــــدٌ مـن الصـــــوّان، ليس


  يضــــــيره صفــــعُ السهــــامِ

               سنة 2005







الأربعاء، 26 مارس 2014

قبل الخسف

                      قبل الخسف 

ما أجهلَ الإنسانَ ! يطـغى عنــدمـا
                              يغـــنى ، وربّتـمـــا غـــدا وحْـشـا

كالغـــولِ ..  ليستْ تشتهي أنيابــــه  
                               إلا الأذى.. والنهْـــــبَ.. والنهْـشا 

لا تشبـعُ الأحشــاءُ منــه .. يأكـلُ 
                                الـدنيـا ، ويبــــقى فــارغَ الأحـشا

لو قيل: فَلْسٌ ماسحٌ في بطنِ قِرْشٍ،
                                  غـــاص ، يبقُــــــرُ ذلك القِـرْشا

أو قيل: عشّ آمنٌ فوق النجــوم،
                                      لطــار.. يســــرقُ ذلك العُـشّا

يهذي: أنا.. عندي وعندي..  لي ولي ..
                                عـلمي الذي .. ، أنا أصنعُ القـرشا 

هي حيلتي.. .. هي ثروتي .. من أنتمُ ؟ 
                                   أنا لا أرى أحـــداً .. أنا أعــشى

مَنْ يستهــينُ بقــوّتي ! بإشــــارةٍ 
                                  منّي أســـــوقُ إلى العــدا جـيشا 

.. ينسى بدايـــة خَلقـــه مــن نطفـةٍ
                                   تُـمْـــنى ، ولا يتـــذكّــرُ النعْـشـا

لــو كان ذا عقـلٍ ، مـشى متواضعـاً
                                  لـــم ينتـفــــشْ برياشـــــه نفْـشا

ولكــانَ يُصْغي للألى نصحــوا لـه:
                                أحسنْ.. ولا تبـغي ..، أما تخشى..

عـــريانَ يوم الحشـــر تلقى ربّكمْ
                                     لا زينــــــةٌ .. لا بدلةٌ.. تغـشى

إني لأضحـــكُ كلّمــــا عـيني تــرى
                                 ( قارونَ ) ، يزهــو نافخـاً كـرْشا

يستعــرضُ الأمـــــوالَ..  والأولادَ .. 
                                 والعُـبْــدانَ .. والتّيجـانَ والعـرْشا

وخزائنَ العِـقْـيانِ .. في (باريسَ )   
                                 كالأجبـالِ ، يثقلُ حمْلها ( الوِنْشا )

يمشي كما الطاووس تيهـاً ، لا ترى
                                    عـينــــاه إلا النّمْـــــلَ والقــشّـا

متباهـيـــــاً برياشـــــه ، إذ غيـــره
                                      مِــنْ حـولـه ، يتكفّــفُ العـيْشا

ماذا سيأخـــذُ عنــدما يأتي الــردى
                                    هي ( قطنـةٌ ) في دبْـره تُحـشى

ولربّمـا خَسَـــفَ الإلــهُ بـه ، فـما
                                    يُــــدرى .. بـأيّ جهـنــــمٍ خَـشّا