.

.

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

( بكاء )

                                   
                     ( بكاء ) 

كلما جئـتُ فاضـــت العينـــانِ  
              وتلظّـــت مشاعـــرُ التـحنــــــان 

لا تلوموا إذا وقـفــتُ طـــويلا  
              باكيا ..في السهــــول والــوديان 

لستُ أبكي على(أبانَ) ولكـــن 
                أنا أبكي عهـدَ الصّبا في (أبان)

وليالي كأنها بسمــات الفجــر..  
              في رقـــــةٍ .. وعــطــــرِ ثـــواني 

ذكرياتٌ لمّا تزل في كتـــابِ ..   
              العمر تزهو في صفحة العنـــوان

إنما العمر ساعـــة من صفــاء 
               وســـــرور ، تشتاقـــها كــلّ آن

ليس من عمرك السنون تقضّت 
             وتــــوارت في تربـــــة النســـيان
  

  

الأحد، 22 يونيو 2014

صمود


                               صمود


كُسِرَ السيــفُ في يـديّ ، ولكــنْ

                           لـمْ أزلْ صامداً ، أقاتـــلُ وحْــدي

ما أبالي أكـــان سيـفي مـعـي أمْ

                           كان شعـري عـند اللقا والتحَــدّي

لي لسـانٌ أشدّ فتكاً من  السّيـفِ

                           وكـــمْ بــــذّه مـضــــاءة حَــــــدّ

ويــل يا ويــلَ .. مَـنْ يلاقـي مَـنْ

                          الأعـداء ، كمْ جثـةٍ لهمْ دون لحْـدِ


أمام الوثن الأكبر


                أمام الوثن الأكبر

سحْرُكَ .. وحواسيبُكَ

وحساباتُ بنوككَ .. وفضائياتُكَ ..

لن تخطفَ منّا البصرا

( أفلامُكَ ) نعرفها

أنت ( الأعورُ )

الوثنُ الأكبرُ ..

نقرأ ما سطرا

مدقوقاً ..

فوق جبينكَ

نعرفُ ما استترا

أنت ( الدجّالْ )

غولُ الأغوالْ

ربّ الجهّـــالْ

اكذبْ

ما شئتَ ، فلن نسمعْ

اقلبْ

ما شئتَ ، فلن نخدع ْ

العبْ

وارقصْ فوق الأحبالْ

رغّبْ

رهّبْ

جوّدْ زيفَكَ

جرّدْ سيفَكَ

نحن ( الأبطالْ )

لنْ نؤمنَ ، يوماً

أو نركعْ

فاجمعْ

أتباعَكَ ممّنْ ( ... )  

والحقْ

سترى ،

بعيونِكَ .. وقرونِكَ ..

مَنْ يقطفُ منّا النصرا

مَنْ سيشقّ البحرا

حين يمدّ عصاهُ

ويقولُ : معي اللهُ

وَمَن البحرُ الجبارُ ..

سيعصره عصرا

يتركه بعماهُ

يصرخُ :

إني أغرقْ

أغرقْ

تلعنه ، دوماً

دنياهُ .. وأخراهُ  !!

 


الأحد، 18 مايو 2014

الهروب من القصيدة

الهروب من القصيدة
(1)
منــذ قـــرونٍ، وأنا
طــريــدةْ
أهـربُ من أنيابـــها..
أوغــل..
في مجاهــل البريّة البعيـــدةْ
لكنّــها
جنّيـــةٌ مريــدةْ
كم نَصبتْ في الدرب من مكـيـــدةْ
(2)
من عَجَــــبٍ
ترقُـبني... تَتْبعُـني
تقـتلُني.. في لحظـــةٍ رهيبـــةْ
ثمّ تمـــصّ من دمي.. في شهـــوةٍ غريبـــةْ
وبعـــد ذاك تدّعي
بأنني قتلتُـــها
وأنها شهيـــــدةْ
وهـــذه صـــورتُها...
في الصفحــــة الأولى من الجــــريـــدةْ!

الشاعر الغريب

الشاعر الغريب
(1)
...
هو غُصْنٌ...
يابسُ الجنبين،
في الأرضِ الجدوبِ
نَشَفَتْ أنفاسُه
في دهره القاسي العصيبِ
طالما فَتَّشَ،
في البيد الظوامي...
عن طبيبِ
يمسحُ الوحشةَ
والحزنَ...
عن العُمْرِ الكئيبِ
ويردّ الروحَ للروحِ،
ويشفي من لهيبِ
كلما قال: استراح القلبُ...
من أَيْنِ الكروبِ
ووجدْتُ الماءَ.. والظلَّ..
وأشذاءَ الحبيبِ
قَهْقَه الآلُ،
وولّى،
ناكِئاً كلَّ النُّدوبِ
فمضى يذرعُ...
هاتيك الصَّحارى...
بالنحيبِ
وتبقَّى..
مثلما جاء..
وحيداً...
في الدروبِ
(2)
كلّما شبَّبَ،
شبّتْ...
فيه نيرانُ المشيبِ
وبكاه...
ليلُ (عمّانَ)
من الشوقِ المذيبِ
ليس شعراً.. ما يغنّي
إنَّه نَفْثُ القلوبِ
وأنينُ الروحِ..
ذابتْ..
في لظى الـحُزْنِ الرهيبِ
كم يدٍ
قد مدَّها للحُبِّ..
في الكون الرحيبِ
حالماً..
بالريِّ والأفراحِ
والظلِّ الرطيبِ
لم يعدْ
إلّا بفيضِ الدمعِ..
والقلبِ الجديبِ
(3)
جاء ظمآنَ.. إلى الدنيا...
وظمآنَ.. كما الشمسِ،
سيمضي للغروبِ
كتَبَ الشِّعرُ عليه..
كلَّ ألوانَ اللغوبِ
فهو من وادٍ.. لوادٍ..
في دياجيرِ الخطوبِ
وهو من جُرْحٍ.. لجرحٍ..
من شحوبٍ..
لشحوبِ
وحده..
يمشي.. ويكبو..
ثم يغفو..
كالغريبِ!








الراحة الكبرى


الراحة الكبرى

 (1)

 سأسـيرُ فـوق (جهنّـمٍ)          مـن أجـل (جـنّات الخـلودْ)

لا يخـــدعُ ( الدجّـــالُ ) مثلي لحــظــةً .. بصـــري حــديدْ

هـو أعــــرجُ العـينينِ ، مجــــدور الجبــينِ ، فـتىً مَـــريـدْ

ما غـــاب عــن عـينيّ ذاك الوجــــهُ ، مــذ كـنـــتُ الـوليـدْ

أنا لستُ أخدعُ ، وهْـو شروى الغــولِ ، ذو مكــرٍ شـــديـدْ

مــــلأ الـــدنا فتنــــاً.. فمــن      سحرٍ إلى سحـرٍ جــديـــــدْ

بيديـــــه يغــــدو التـــرْبُ تبْـــراً ، هكـــذا قال العبيــــــــــدْ

لا غرو.. تحــت  لوائــه       ما شاء منـهم مــن عــــديــدْ

كــــم مـــــرّةٍ قــــــد راح يغـــــــرينـي بآلاف الـوعـــــــودْ

فصفعـتـــه صـفــــع الغـنيّ عــــن المناصـــــب والنقـــــودْ

فمضـى يصيحُ : أنا.. ، وينــــــذرني بألـــــوان الــوعـيـــدْ

فلحـقـتــــــه وصفعـتـــه       أخـــــرى لكيـــما لا يعــــــودْ

أيظـــــــنّ أني جـاهــــلٌ       لــم أقــــرأ الزمـــنَ العــتيــــدْ

أو أنّ بالـترغــــــيبِ والترهـــــــيبِ يفعــــــلُ مــا يريـــــــدْ


(2)

العاقـــل الحـــــرّ الــذي يمـضـي .. كسهـــــمٍ لا يحيــــــــدْ

مثل ( الـــبراقِ ) ، عـيونُــه        أبداً إلى الأفــق البعـيــدْ

حيث الفضـاءُ الرحْـــبُ.. والفــردوسُ.. والزمــنُ المديـــدْ

يمضي.. بلا خــوفٍ ، ولو      غضبتْ دجاجلــة الوجــودْ

وتــوعّـــدتـــه بجنـــــدهـا       وبنـــــارها ذاتِ الوقــــودْ

إنّ السبيــــلَ إلى العـــلى        لا تبتغــي أبــــداً قـعــــــودْ

الراحـــة الكـــبرى .. إذا بلـــــــغ المسافــــرُ مـا يريــــــــدْ

خلع النعــالَ.. ولم يعـــدْ            ذاك المعنّى والشـــريدْ :

قد عدتُ يا ( وطني ) الحبيب ، وقـد وفيـــتُ لك العهــــودْ

قـــد عــدتُ رغـم الشـــوك .. والآلام  .. والخصـم اللــدودْ

الآن ألقى عـصبـــة الأحــــبابِ .. هــــــذا اليــــوم عـيـــــدْ

إن كــان أتعــبني الصعــــودُ ، الآن أحـمــــدُ ذا الصعـــــودْ

أسـفي عـلى قـــــومٍ ، رأيـــــتُ ، أضلّــــهمْ ليــلُ الرقـــــودْ

ناديتــــهمْ ، فصحوا .. ، ولكـــنْ آثـروا ( عجــلَ اليهــودْ )







الخميس، 3 أبريل 2014

وحيداً ستمضي

وحيداً ستمضي
إلى أين تمضي..؟ لم تُعـــدّ سفينةً


ولم تحتقبْ زاداً..، ولا الريحُ تسعفُ
وحيداً ستمضي، والطريقُ مخوفةٌ


وَبَحْـرُكَ وحــــشٌ جائـعٌ، ليس يرأفُ
تريَّثْ.. تريَّثْ، واصنعِ الفُلْكَ.. واثقاً


ولا تبتئسْ مِنْ هُزْءِ مَنْ ليس يعـرفُ
سيخـذلك الأهـلونَ والصَّحْـبُ كلّهمْ


ومـن قبلُ، كم قالـــوا: نبيٌّ يخــرّفُ!

رأيتك مثل الصقر

رأيتك مثل الصقر                
تمـــرّ بك الدنيا.. مـرورَ (بعوضـــةٍ)


إذا أقبلتْ.. أو أدبرتْ، لستَ تشعـرُ
فما عَـظُـمَــــتْ يومـاً بعينِـــكَ، إنَّمـا


تظـــلّ هـي الدنيا التي أنتَ تحـقــرُ
رأيتُكَ مثلَ الصقْرِ، تسكـنُ في الذّرا


وليس ســـوى عينِ الحقيقةِ تبصرُ
تعـــفّ عــفافَ الأنبياءِ، وكم ترى


وتسمعُ.. من هَرْجٍ ومَرْجٍ، فتسخرُ




لستُ أنحني

لستُ أنحني                       
                 
تُهـــــدِّدني هذي (المدينةُ)، مالها


ومالي، فإني لا أحــــــبّ التلــوّنا
رحلتُ بعيـــداً، كي أصون كرامتي


وأحيا سليمَ القلب.. حُـراً، كما أنا
تطاردُني مجنونـــةً، كلَّ ساعــــةٍ


لأسقطَ في مستنقـع الزيفِ والخَـنا
تودّ لو انّي أنحني، لستُ أنحني


لغـيرِ إلهِ الخـلــــقِ في هــذه الـدنا
أُطِلُّ كما الشمسِ المنيرة واضحاً


ولا أرتضي إلّا الـــذرا ليَ مســكنا
وأعشقُ قولَ الحقِّ في كلِّ موقفٍ


وأكــره ذا الوجهـــين مهــما تزيّنا
لئنْ كنتُ قدْ آلـمتُها بصــــراحتي


فـقـــدْ آلمتني أنها تكـــره السّـــنا!