.

.

الجمعة، 7 مارس 2014

في محنة الشّعر

في محنة الشّعر
" ألقاها في بيت  الشاعر عرار (مصطفى وهبي التل) بمدينة إربد، في الاحتفال الذي أقيم لمرور مائة عامٍ على ميلاده " . 
(1)


هاتِ اسقني خَمْرَ القصيـــــدِ


إني ظـمئــــــتُ إلى المـــزيدِ
هاتِ اسقنيـــــها (مصطفى)


تنســـابُ من ناي الخلــــــودِ
لا ترتوي منـــــها النّفوسُ...


كبسمــــــةِ الطفــــل السَّعيــدِ
كمهابــــــة البـــدْرِ المـنوِّر...


في دياجــــــــيرِ الـوجـــــــودِ
كنضارة الزَّهْـــرِ النضيــــــــدِ


يميسُ في الروضِ المجـــودِ
قد عـتّقتــــــــها (أمّ قــيسٍ)..


ثَــمَّ، من عَـهْــــــدٍ عـهيــــــدِ
في صفوِ إسمكِ... في اشتعالِ


فــؤادك الشَّهــــــم النجيــــــدِ
في روح روحـــــــك.. في


شذا (الأردنّ) من خُـلْدٍ وبيــدِ
في طهـــــــرِ ساح القُــــدْسِ..


تفخـرُ (بالوليد) و(بالرشيــدِ)
في لـونِ (عجلـــــــونَ) التي


تختــــــــالُ زاهـيــــةَ البُـــرودِ
في روعـــــة (الدَّحْنــــــــون)...


يبسمُ في السهولِ وفي النّجودِ
في سِحْر (إربدَ) في المساءِ


... وطلعة الفجـــــرِ الوليـــــدِ
في زَهْوِ زيتون (الطفيلـــــةِ)


... في ذُرا الجبـــــلِ الوطيــدِ
في لذَّة القُبلاتِ من (عــمَّانَ)


فاتنـــــــــــــةِ (الخــــــــــدودِ)


(2)
لا تبخــلنّ.. فغـيرُ شِعْـــــرك


ما رضـــــعنا.. في المهــــــودِ
كان الحليبَ لنا.. وكان الخبزَ


في جَيْـــــــــــبِ الشَّـــــــــــريدِ
ذوْبُ القلــــــوب ونبضُـــــها


في كـــــلِّ وادٍ أو صعـيـــــــــدِ
ينســـــابُ من عَرَقِ الفقيرِ..


وجوعـــــــه القاسي العــنيــــدِ
من دمعـــــــــــة المظلــومِ..


والمحــروم.. من آه الطَّـــــريدِ
من صرخـــةِ الحـــــرِّ المكبَّلِ


في القيــــــــــودِ.. مع العبيــــدِ
من أنّةِ (الخـــــــربوش).. مِنْ


شَبَّابـــــــــة الراعــي الوحــــيدِ
من لوعةِ الحبّ المــجــــرَّح..


بالصّـــــــــدودِ.. وبالوعــــــودِ
من أغنياتِ الروحِ سالتْ..


مـن مــــــــواويل الكــبـــــــــودِ


(3)
هات اسقني..، مـــــاذا أبثّ


(عرارُ)، من وَجَـــــعِ القصـيــدِ
والشِّعر بعــــدك قد هـــوى


في الداجـــــياتِ من اللحـــــــودِ
والأبينــــاء الصادقــــــــون..


قَضَــوْا.. دِراكاً، في القيـــــــودِ
لم يبقَ.. ثَمَّ، سوى المهرّجِ..


والمــخـــــــــرّبِ.. والبليــــــــدِ
أنّى نظــــــــرتَ.. (فباقـــــــلٌ)


نَحَـــــرَ (البيـــانَ) من الـــوريدِ
أو (كاذبٌ).. زَعَـــمَ السماءَ


تمـــــــــدّه.. عـــند الهجـــــــودِ
أو (أشـــــرمٌ) ذو لوثــــــــةٍ


يعــــدو على (البيت) المجيـــــدِ
أو (سامـــــــــريّ) ماكـــــــرٌ


يُحيي لنا (عِجْــــــــلَ) اليهــــودِ
أو (أعورٌ).. يمشي، يقول:


" أنا الإلــــه... فمن عبيــــدي"
فِتَــــــــنٌ.. يشيـــــب لهولها


يا (مصطفى).. رأسُ الوليـــــــدِ


(4)
لا تبخلــــــــنَّ..، فنحـــــن في


زمـــــن (الحداثــــة) و(الجــديدِ)
نتـجرّعُ الشعـــــرَ (الحديث)..


تجــــــرُّع المـــــاءِ الصّـــــــــديدِ
وكأننا أهــــــــلُ (الجحيـــــــم)..


فليــس عـنــــه من مـحيـــــــــــدِ
غَضَبُ الإلــــــهِ وسوطُــــــــه


صُبّا عـــــلينا.. من عهـــــــــودِ
كم ذا نصيـــحُ.. وكم نضـــجُّ


فـــلا نرى غـــيرَ الصّــــــــــدودِ
كم ظاميءٍ.. رام (الجديدَ)..


قــضى من الظّمــــــأ الشَّــــــديدِ
جــاس الديارَ.. فلم يجــــــدْ


مـن منهـــــــلٍ عــــذْب الـورودِ
أضحى (الجديدُ) هو الذي


يأتيك من خـــــلف الحــــــــدودِ
بالسطــــــــوِ.. بالتقليــــــدِ...


بالتهـريبِ..(بالطّــردِ) البريدي
لا تخدعنَّ بكثرةِ (الصَّفحاتِ)


و(الضَّـــــــــــوْءِ) المــــــــــديدِ
هي كالغُثـــــــاءِ.. خَــلَتْ من


الفنِّ الجميـــــــل أو المـفيـــــــدِ
وهو السَّراب.. يلوحُ للعطشان


مــــــــــــــاءً.. مـن بعـــيــــــــدِ


(5)
قُـــــمْ (مــصطفى).. بدّدْ لنا


ليـــــلَ (الرَّطـاناتِ) المــــــريدِ
واجعـــــــلْ ســــبيلَ القـــولِ


لاحبـــــــة المعـالمِ والبنـــــــودِ
وأعـــدْ لنا.. نبضَ (البيانِ)


بشعلـــــــــةِ اللفـــــــظِ السَّــديدِ
بالصِّدقِ.. تشربه الحروفُ


دمـاً، فتشـــــــــرق كالــــورودِ
يَبِسَ القريضُ..، فمن سواكَ


بــــه يروّي كــــلَّ عــــــــــــودِ
ويعيــــــده.. غــضّاً، بهيجاً


زاهـــــــــراً.. بعد الهمــــــــودِ
انفخْ... بهذا الشِّعرِ (إسرافيلُ)


إنَّ الشِّــعــــــــــرَ مــــــــــودي