رثاء الأستاذ : أبي فِهر محمود محمد شاكر
تراه يمــــوجُ.. مثلَ البَحْـــرِ
عِلْماً
|
||
ويسخـــــو.. لا يملّ من السّخـــاءِ
|
||
فكــم سِفْـــــرٍ له قــــد سطّـــرته
|
||
يــــداه.. حبــــرُهُ سيــــلُ الدّمــــاءِ
|
||
فهــــــذي روحُه في كلِّ حرفٍ
|
||
تضيءُ على المدى رَحْبَ الفضــاءِ
|
||
تحــــسّ إذا فتحــــتَ له كـــتاباً
|
||
لتقــــــرأه.. بمـــــسِّ الكهــــــرباءِ
|
||
كذاك الصدقُ يفعلُ حين يسري
|
||
مِــــــــداداً في يـــراعِ الأذكيــــــاءِ
|
||
*
*
|
||
قضى مَنْ كانَ شمساً من ضياءِ
|
||
تُبـــــــدِّد كـلَّ ليـــلٍ مـن عـمــــــاءِ
|
||
قضى مَنْ كان نهـراً من لهيبٍ
|
||
يُصَـــــبّ عـلى العـدا عند اللقــــاءِ
|
||
أبيّاً عـــاش في الدنيــا.. وولَّى
|
||
أبيّاً.. لا يرومُ ســــــوى العــــــلاءِ
|
||
يقـــــولُ الحـــقَّ لا يخشى عدوّاً
|
||
وليس يهــــابُ بطـــش الأدعيـــاءِ
|
||
لأجل الحقّ كم حَرْبٍ ضروسٍ
|
||
تقحَّــــــمَ هــــولها.. في كبـــــرياءِ
|
||
فصالَ وجالَ.. ضرْغاماً عبوساً
|
||
إلى أنْ عــــاد مـبتســمَ اللـــــــواءِ
|
||
* *
|
||
ذكـــرتُ فقيــــدَنا شيخاً حــكيمـاً
|
||
يعـلّمـــــنا الرّقــيَّ إلـى السَّمــــــاءِ
|
||
ويرضعـــــنا لبانَ العـــــزِّ حـتّى
|
||
نشــــــأنا أقــــوياء مـــن اقــــوياءِ
|
||
يقول: حــــذارِ أنَّ تحـــيا ذليــلاً
|
||
وإمَّعــــــــةً..كمنثــــــورِ الهبـــــاءِ
|
||
إذا ما كـنــــــتَ ذا رأيٍ ســـــديدٍ
|
||
فكــــنْ من أجْلِــــهِ البطـلَ الفـدائي
|
||
فليس الرأي تُعْلنــــــــه جهــــاراً
|
||
كمثـــلِ الـرأي يُهْمَـــسُ في الخفاءِ
|
||