.

.

الأحد، 18 مايو 2014

الهروب من القصيدة

الهروب من القصيدة
(1)
منــذ قـــرونٍ، وأنا
طــريــدةْ
أهـربُ من أنيابـــها..
أوغــل..
في مجاهــل البريّة البعيـــدةْ
لكنّــها
جنّيـــةٌ مريــدةْ
كم نَصبتْ في الدرب من مكـيـــدةْ
(2)
من عَجَــــبٍ
ترقُـبني... تَتْبعُـني
تقـتلُني.. في لحظـــةٍ رهيبـــةْ
ثمّ تمـــصّ من دمي.. في شهـــوةٍ غريبـــةْ
وبعـــد ذاك تدّعي
بأنني قتلتُـــها
وأنها شهيـــــدةْ
وهـــذه صـــورتُها...
في الصفحــــة الأولى من الجــــريـــدةْ!

الشاعر الغريب

الشاعر الغريب
(1)
...
هو غُصْنٌ...
يابسُ الجنبين،
في الأرضِ الجدوبِ
نَشَفَتْ أنفاسُه
في دهره القاسي العصيبِ
طالما فَتَّشَ،
في البيد الظوامي...
عن طبيبِ
يمسحُ الوحشةَ
والحزنَ...
عن العُمْرِ الكئيبِ
ويردّ الروحَ للروحِ،
ويشفي من لهيبِ
كلما قال: استراح القلبُ...
من أَيْنِ الكروبِ
ووجدْتُ الماءَ.. والظلَّ..
وأشذاءَ الحبيبِ
قَهْقَه الآلُ،
وولّى،
ناكِئاً كلَّ النُّدوبِ
فمضى يذرعُ...
هاتيك الصَّحارى...
بالنحيبِ
وتبقَّى..
مثلما جاء..
وحيداً...
في الدروبِ
(2)
كلّما شبَّبَ،
شبّتْ...
فيه نيرانُ المشيبِ
وبكاه...
ليلُ (عمّانَ)
من الشوقِ المذيبِ
ليس شعراً.. ما يغنّي
إنَّه نَفْثُ القلوبِ
وأنينُ الروحِ..
ذابتْ..
في لظى الـحُزْنِ الرهيبِ
كم يدٍ
قد مدَّها للحُبِّ..
في الكون الرحيبِ
حالماً..
بالريِّ والأفراحِ
والظلِّ الرطيبِ
لم يعدْ
إلّا بفيضِ الدمعِ..
والقلبِ الجديبِ
(3)
جاء ظمآنَ.. إلى الدنيا...
وظمآنَ.. كما الشمسِ،
سيمضي للغروبِ
كتَبَ الشِّعرُ عليه..
كلَّ ألوانَ اللغوبِ
فهو من وادٍ.. لوادٍ..
في دياجيرِ الخطوبِ
وهو من جُرْحٍ.. لجرحٍ..
من شحوبٍ..
لشحوبِ
وحده..
يمشي.. ويكبو..
ثم يغفو..
كالغريبِ!








الراحة الكبرى


الراحة الكبرى

 (1)

 سأسـيرُ فـوق (جهنّـمٍ)          مـن أجـل (جـنّات الخـلودْ)

لا يخـــدعُ ( الدجّـــالُ ) مثلي لحــظــةً .. بصـــري حــديدْ

هـو أعــــرجُ العـينينِ ، مجــــدور الجبــينِ ، فـتىً مَـــريـدْ

ما غـــاب عــن عـينيّ ذاك الوجــــهُ ، مــذ كـنـــتُ الـوليـدْ

أنا لستُ أخدعُ ، وهْـو شروى الغــولِ ، ذو مكــرٍ شـــديـدْ

مــــلأ الـــدنا فتنــــاً.. فمــن      سحرٍ إلى سحـرٍ جــديـــــدْ

بيديـــــه يغــــدو التـــرْبُ تبْـــراً ، هكـــذا قال العبيــــــــــدْ

لا غرو.. تحــت  لوائــه       ما شاء منـهم مــن عــــديــدْ

كــــم مـــــرّةٍ قــــــد راح يغـــــــرينـي بآلاف الـوعـــــــودْ

فصفعـتـــه صـفــــع الغـنيّ عــــن المناصـــــب والنقـــــودْ

فمضـى يصيحُ : أنا.. ، وينــــــذرني بألـــــوان الــوعـيـــدْ

فلحـقـتــــــه وصفعـتـــه       أخـــــرى لكيـــما لا يعــــــودْ

أيظـــــــنّ أني جـاهــــلٌ       لــم أقــــرأ الزمـــنَ العــتيــــدْ

أو أنّ بالـترغــــــيبِ والترهـــــــيبِ يفعــــــلُ مــا يريـــــــدْ


(2)

العاقـــل الحـــــرّ الــذي يمـضـي .. كسهـــــمٍ لا يحيــــــــدْ

مثل ( الـــبراقِ ) ، عـيونُــه        أبداً إلى الأفــق البعـيــدْ

حيث الفضـاءُ الرحْـــبُ.. والفــردوسُ.. والزمــنُ المديـــدْ

يمضي.. بلا خــوفٍ ، ولو      غضبتْ دجاجلــة الوجــودْ

وتــوعّـــدتـــه بجنـــــدهـا       وبنـــــارها ذاتِ الوقــــودْ

إنّ السبيــــلَ إلى العـــلى        لا تبتغــي أبــــداً قـعــــــودْ

الراحـــة الكـــبرى .. إذا بلـــــــغ المسافــــرُ مـا يريــــــــدْ

خلع النعــالَ.. ولم يعـــدْ            ذاك المعنّى والشـــريدْ :

قد عدتُ يا ( وطني ) الحبيب ، وقـد وفيـــتُ لك العهــــودْ

قـــد عــدتُ رغـم الشـــوك .. والآلام  .. والخصـم اللــدودْ

الآن ألقى عـصبـــة الأحــــبابِ .. هــــــذا اليــــوم عـيـــــدْ

إن كــان أتعــبني الصعــــودُ ، الآن أحـمــــدُ ذا الصعـــــودْ

أسـفي عـلى قـــــومٍ ، رأيـــــتُ ، أضلّــــهمْ ليــلُ الرقـــــودْ

ناديتــــهمْ ، فصحوا .. ، ولكـــنْ آثـروا ( عجــلَ اليهــودْ )