.

.

الاثنين، 10 مارس 2014

(عكاظ) من جديد


(عكاظ) من جديد
" ألقاها في الموسم الثقافيّ لكلية الآداب في جامعة (اليرموك) بمدينة إربد سنة 1987م " .


قــفْ مُنْصِـتاً.. قــد أنصـتَ الحَجَـرُ


هـــــذا (زيــادٌ) حــوله زُمَـــــرُ(1)
هـــــذا على أطــــــلالِ خُـلَّتِـــــــهِ


يبكي.. وذا يمشـــي به صَعَــــــرُ
قـد نصّــــــبوه بينـــهمْ حَـــكَـماً


يُعــطي الغنائــــم للألى انتصـــروا
فكأنـــــهمْ.. والحــــــبّ يجمعُهُمْ


يــــوم الوغى، والبغــضُ يستعــرُ
وهـــناك (قـــسٌّ) يمتطي جَـــمَلاً


يســــدي مواعظه لمنْ حضـــروا
تتزاحــــــــم الأذانُ مصغيـــــــةً


في رهبـــــةٍ.. والقلبُ والبصــــرُ
وأرى (خُـناساً) دمعـــــها هَطِـــلٌ


لمصابـــــــها (عجلــــونُ) ينفطرُ
تبكي فتبكي الســــــوق قاطـبــةً


فتخالــــــها قــــد عادها المطـــرُ
وأرى (ابن ثابتَ) حــــوله حِزَقٌ


من قومـــــه للبأس تدَّخـــــــرُ(2)
يلقي قصائــــــده..، فتحسبــــــها


قُضُباً من الجــــــوزاء تنحــــدرُ
.. فانظرْ إلى (عدنانَ).. كيف غدا


في نشــــــوةٍ.. يزهو ويفتخــــرُ
تختـــــال في حلـــو الثيـــاب لـه


(بنــــتٌ)، يخــــرّ لحسنها القمرُ
كالشمس عادتْ لا تُرى.. أبداً،


إلّا وزحــــــفُ الليل مندحـــرُ(3) 
.. هي منحــــةُ الوهّاب كاعبــةٌ


يخشى حماها اليأسُ والكِبَـــــرُ
تاجٌ عليـــــها (الذِّكْرُ) مؤتلقاً


بالعـــــزّ، من حــــراسه القــدرُ
للَّـهِ عــــرسٌ.. فيه قد رَقَصَتْ


نشـــوى الدّنا، وازدانتِ العُصُرُ
(كليّــــــةُ الآدابِ) تحـضـنـــــه


أمّــاً رؤومـــاً.. دأبها السّهــــرُ
من ثديها الشعـــــراءُ والخُطَبا


تمتــــــاحُ ما تشهى.. وتعتصـرُ
لا تشتكي سَـــغَباً ولا عَـــطَشاً


أبــداً، ومـا ينتابـــها الخَـــــــوَرُ
كالجنّةِ الفيحــــاءِ.. كم رَتَعَــــتْ


فيها الحمائــمُ.. وانتشى الزَّهَـرُ
وشــــدا الهــــزارُ على أريكتـــه


تصغي إليــــه الأنجــــمُ الزُّهُــــرُ
وتناغـمــــتْ أغصــــان أيكتــــها


سَحَـــــراً، فرنَّـحَ عُشْبُـها النَّضِرُ
وتسَلْسَلَـــــتْ أنهــارها طــــرباً


إذ وشــــوشــتْ بحيالها الثُّمُــــرُ
*     *
.. تيهي عروسَ العُرْبِ ما فتئتْ


تفــــديك منّا البــــــيضُ والسُّمُرُ
نحن الألى في الرَّوْعِ عاصفـــــةٌ


تجتاحُ مَنْ جاروا.. وَمَنْ غدروا
نلقى العـــدى، والوجـــهُ منبلـــجٌ


منّا.. ووجـــــهُ المـــوتِ معتكــرُ
إنا كمــــــاة (الذِّكْــــرِ) مــذودُنا


يومَ الكريهــــــةِ، ليس ينكســــرُ
راياتنــا خفّــــاقـــــــةٌ.. أبــــداً،


ينســـــابُ من أنفاســـها الظَّفـــرُ
إنا حمــــــاةُ المجْدِ..، ما غَمَضَتْ


عـــــينٌ لنا.. أو مسّــــنا ضَجَــرُ




(1)  زياد: إشارة إلى النابغة الذبياني  .
(2 )  حِزَق : جماعات .
(3)  إشارة إلى خصوم العربية، من دعاة العُجْمة والكتابة بالعامية وغيرهم  .