(عكاظ) من جديد
" ألقاها في الموسم الثقافيّ لكلية
الآداب في جامعة (اليرموك) بمدينة إربد سنة
1987م " .
قــفْ مُنْصِـتاً.. قــد أنصـتَ
الحَجَـرُ
|
||
هـــــذا (زيــادٌ) حــوله زُمَـــــرُ(1)
|
||
هـــــذا على أطــــــلالِ خُـلَّتِـــــــهِ
|
||
يبكي.. وذا يمشـــي به صَعَــــــرُ
|
||
قـد نصّــــــبوه بينـــهمْ حَـــكَـماً
|
||
يُعــطي الغنائــــم للألى انتصـــروا
|
||
فكأنـــــهمْ.. والحــــــبّ يجمعُهُمْ
|
||
يــــوم الوغى، والبغــضُ يستعــرُ
|
||
وهـــناك (قـــسٌّ) يمتطي جَـــمَلاً
|
||
يســــدي مواعظه لمنْ حضـــروا
|
||
تتزاحــــــــم الأذانُ مصغيـــــــةً
|
||
في رهبـــــةٍ.. والقلبُ والبصــــرُ
|
||
وأرى (خُـناساً) دمعـــــها هَطِـــلٌ
|
||
لمصابـــــــها (عجلــــونُ) ينفطرُ
|
||
تبكي فتبكي الســــــوق قاطـبــةً
|
||
فتخالــــــها قــــد عادها المطـــرُ
|
||
وأرى (ابن ثابتَ) حــــوله حِزَقٌ
|
||
من قومـــــه للبأس تدَّخـــــــرُ(2)
|
||
يلقي قصائــــــده..، فتحسبــــــها
|
||
قُضُباً من الجــــــوزاء تنحــــدرُ
| ||
.. فانظرْ
إلى (عدنانَ).. كيف غدا
|
||
في نشــــــوةٍ.. يزهو ويفتخــــرُ
|
||
تختـــــال في حلـــو الثيـــاب لـه
|
||
(بنــــتٌ)، يخــــرّ لحسنها القمرُ
|
||
كالشمس عادتْ لا تُرى.. أبداً،
|
||
إلّا وزحــــــفُ الليل مندحـــرُ(3)
|
||
.. هي
منحــــةُ الوهّاب كاعبــةٌ
|
||
يخشى حماها اليأسُ والكِبَـــــرُ
|
||
تاجٌ عليـــــها (الذِّكْرُ) مؤتلقاً
|
||
بالعـــــزّ، من حــــراسه القــدرُ
|
||
للَّـهِ عــــرسٌ.. فيه قد رَقَصَتْ
|
||
نشـــوى الدّنا، وازدانتِ العُصُرُ
|
||
(كليّــــــةُ
الآدابِ) تحـضـنـــــه
|
||
أمّــاً رؤومـــاً.. دأبها السّهــــرُ
|
||
من ثديها الشعـــــراءُ والخُطَبا
|
||
تمتــــــاحُ ما تشهى.. وتعتصـرُ
|
||
لا تشتكي سَـــغَباً ولا عَـــطَشاً
|
||
أبــداً، ومـا ينتابـــها الخَـــــــوَرُ
|
||
كالجنّةِ الفيحــــاءِ.. كم رَتَعَــــتْ
|
||
فيها الحمائــمُ.. وانتشى الزَّهَـرُ
|
||
وشــــدا الهــــزارُ على أريكتـــه
|
||
تصغي إليــــه الأنجــــمُ الزُّهُــــرُ
|
||
وتناغـمــــتْ أغصــــان أيكتــــها
|
||
سَحَـــــراً، فرنَّـحَ عُشْبُـها
النَّضِرُ
|
||
وتسَلْسَلَـــــتْ أنهــارها طــــرباً
|
||
إذ وشــــوشــتْ بحيالها الثُّمُــــرُ
|
||
*
*
|
||
.. تيهي
عروسَ العُرْبِ ما فتئتْ
|
||
تفــــديك منّا البــــــيضُ والسُّمُرُ
|
||
نحن الألى في الرَّوْعِ عاصفـــــةٌ
|
||
تجتاحُ مَنْ جاروا.. وَمَنْ
غدروا
|
||
نلقى العـــدى، والوجـــهُ منبلـــجٌ
|
||
منّا.. ووجـــــهُ المـــوتِ معتكــرُ
|
||
إنا كمــــــاة (الذِّكْــــرِ) مــذودُنا
|
||
يومَ الكريهــــــةِ، ليس ينكســــرُ
|
||
راياتنــا خفّــــاقـــــــةٌ.. أبــــداً،
|
||
ينســـــابُ من أنفاســـها الظَّفـــرُ
|
||
إنا حمــــــاةُ المجْدِ..، ما
غَمَضَتْ
|
||
عـــــينٌ لنا.. أو مسّــــنا ضَجَــرُ
|