.

.

الجمعة، 7 مارس 2014

وشوشات (إربدية)

                               وشوشات (إربدية)
   


إذا غبتُ عن (إربدٍ) لحـظــــةً


تمنَّيـــتُ لو مـتّ قـبل لظـــــــاها
فلستُ أطيـــــقُ ثرى غــيرها


ولستُ أطيقُ سمــــــــــاءَ سواها
تغــــــرَّبتُ عنـــها... إلى بلدةٍ


هي (الـخُلْدُ) في مُقْلَتيْ مَنْ رآها
يقيــــمُ بها العُمْـــــــرَ زوّارُها


فـــــكلّ أمـانيّـــــهمْ في ربـــــاها
... سواي، فقد ظَلْتُ فيها نزيعاً


أحــــــنُّ إلى (إربدٍ) وهـــــواها(1)
أحـــــــنّ إلى أهلها الطـــــيّبينَ


وهـــمسِ عصافيرِها.. وبهــــاها
أحـــــــنّ إلى الماءِ عَـذْباً فُراتاً


(براحوبها)، كم سقاني هواها(2)
أحـــــــــنّ إلى ضجعةٍ في (أبانَ)


مسائيـــــــــةٍ.. أتمـــلّى مـــــداها
(ومقْثَــــــــأةٍ) ثَـــمَّ.. تُحيي الموات


بأرواحِــــــــنا.. ما ألذَّ جنــــاها(3)
تصيــــــــخ (لسيلٍ) بها مطــــربٍ


كشبّابـــــــةٍ، ليس يفنى صـــداها
و(خـــــــربوش خَــــيْشٍ) بناه أبي


هـــــناك كقصرٍ مشيــــــدٍ، حَماها
تداعبــــــه الريــحُ في كلِّ وقـــتٍ


فكم تاه في نشـــــــــوةٍ وتبـــاهى
إذا ما غفا أيقظتـــــــــه الطــيورُ


فيطْـــــــربه عزفُــــها وغِــــناها
.. ويؤنسُني  في النــــــوى حـفنةٌ


ترافـقــــــني، دائمـــاً، من ثراها
إذا اشتعلَ الشَّــــــوقُ في أضلعي


أقبِّلــــــــها.. أعـــــيُناً وشِـــفاها
وأحــضُنــــــها.. مـــثلَ أمٍّ رؤومٍ


فينعـــشُ روحيَ دَفْـــــقُ شـذاها
توشوشني عن قـــــــديمِ الزمانِ


فيطـــــــردُ عنِّي الهمومَ نَثاها(4) 





  




(1)  نزيعاً: غريباً.
(2) راحوب: عين ماء، بالقرب من بلدة (المغيّر) في محافظة إربد.
(3) المقثأة: الأرض الكثيرة القثّاء.
(4)  نثاها: حديثها.