.

.

الاثنين، 10 مارس 2014

(أبان)


(أبان) (1)


هذي الرّبى.. فردوسُنا الغاليـــةْ


في حـضنِها النَّعماءُ.. والعافيـةْ
للَّـــــهِ.. كَمْ تبعــــــثُ أفراحَـــنا


مُنْعِـشَــــــةً أرواحَـــنا الذَّاويــــةْ
ثيابُها عاطــــــــرةٌ.. حـلــــوةٌ


تزهـــــــو بها.. رائحـــةً غاديـةْ
.. قد صاغــــها (آذار) جذّابةً


تعشـقُــــــها أطـيــارُه الشّـاديـــةْ
ويرقصُ النّحــــــــلُ بأجــوائها


تهـــــــزّه ألـوانُـــهـا الزاهـيـــــةْ
ويمرحُ الفــــــلّاحُ في فرحــةٍ


مُســـتمتِعـاً.. بالعيشـــةِ الهانيــةْ
يقتــــاتُ من أثمــــارِ أشجارها


وعشبُـــــــها تأكلُـــــه الماشيـــةْ

*     *
كم جئتُها، والشَّمْسُ في تَخْتِها


والزّهْـرُ في مَلعَبِــها صاحيـــــةْ
والزَّهْرُ مخضــلّ بمـــــاءِ النَّدى


نشـــوان من خـمـرتها الصّافيــةْ

*     *
.. يا حبّـــــذا أفيــــاءُ (خربوشِها)


وشايـــــهُ (القَـشّــيّ) في كاسيــهْ
والزعــــترُ البرّيّ في كِسْــــــرةٍ


من خبزها في السَّنـةِ المـاضيــــةْ
وحبّـــــــذا جَــــــدّي ومحـــراثُهُ


يزرعـــــــها بالثّــومِ والبامِـيــــــةْ
وحبّــــذا الأطيارُ في ساحِـــــها


راقـصـــــــةً.. تنـقـــــــرُ قِـثّائيَــــهْ
وحبّـــــــذا (الوادي) بها جارياً


تـطـــــــربنا ناياتُـــــــهُ الحـانيــــةْ

*     *
للَّـهِ.. أعــــــــــوامٌ بها قد مَضَتْ


كأنَّــــــها لَـمْـــــــحٌ مـن الثانِيــــةْ
ودّعتُــــها، والقلبُ في لاهــــبٍ


مـن الجـــوى.. والعـينُ كالغادِيَــةْ


                       1985م






(1) أبان : جبل منبسط يقع غربيّ مدينة إربد ، تكثر فيه الكروم والبساتين .