العودة..
(ظامــئٌ)، والدروبُ ماجــتْ أكــفّاً
| ||
راقصــــاتٍ بألـــف كـأسٍ دهـاقِ
| ||
وابتسام العيونِ في الليل يدعوني
| ||
إلى بــــدر مائـــــها الرقـــــراقِ
| ||
وجِنـــــانُ التفّـــاح دومـاً تغـنّي
| ||
أين مَــــنْ يحـتسي لذيذَ العـنـاقِ
| ||
وسهُـــــول الثلـــوج تبسمُ للنّار
| ||
حبيبـــــاً في لوعــــةٍ واشتيــاقِ
| ||
تترامى في حضنـــــه كسليــــمٍ
| ||
باتَ في نشـــــوةِ مـن التّريـــاقِ
| ||
ذُقْتُ ما ذقتُ .. من سراب المفازاتِ
| ||
على الدَّربِ واللـظى الـمُهْــــراقِ
| ||
كم رأيتُ الغيومَ تحكي من الغَدْرِ
| ||
شحيحــــــاً في لحـظــةِ الإنفـــاقِ
| ||
لم تزلْ بُحّتي من العَطَشِ اليابسِ
| ||
ينبــــــــوعَ كبـــــرياء الـمــــذاقِ
| ||
ودمائي من الحجارة والأشـواكِ
| ||
شمساً عـلْويّــة الإشـراقِ
| ||
تلك لو شئتُ كوّةً.. (جنّةُ الدّجّالِ)
| ||
لـكـنّني سـمـيـــــــرُ (البُـــــــراقِ)
| ||
في فـؤادي عـينانِ من أَنْسُــرِ
| ||
(الفردوس ) جوَّابهٌ مــدى الآفـاق
| ||
كم تبدَّتْ ليَ الدّنا من بعـيــــدٍ
| ||
نملـةً في غـيــــــاهبِ الإخـفــــــاقِ
| ||
كلّما قلتُ: آدني الجرحُ والإرهاقُ
| ||
هبَّـــــتْ نسائـم (الميثـاقِ)
| ||
فتراني أقتاتُ من جسميَ المهزولِ
| ||
رغـــــــم الجـــــراح والإرهـــــاقِ
| ||
وكأني، ولم أزلْ شَبَحـــــاً مـــن
| ||
غَـمْرةِ الشــوق.. في نعيـم التلاقي
| ||
إربد ــ 1986م
|