.

.

الجمعة، 28 فبراير 2014

نجوتُ بنفسي

نجوتُ بنفسي

سلكتمْ دروباً، قلتُ: عودوا، فإنني


   
    أخاف عليكمْ، فهي شرّ المسالكِ

ضحكتمْ طويلاً، في غرورٍ وغفلةٍ



وقلتمْ: خسرتَ العمْـرَ إنْ لم تشاركِ

أأخسرُ عمري! ويحكمْ ألفُ (هُدْهُدٍ)



  يقول ليَ: احذرْ، في بليغِ المــآلِكِ

ركبتمْ رؤوساً من هوىً وسفاهةٍ



وسرتمْ بليلٍ عابسِ الروح.. حــالكِ

نصحتُ...، فلم تُصْغوا إليَّ، تكبّراً



   فماذا لقيتمْ غير أشــداقِ (مالكِ)

سقطتمْ بها، لا نجوةٌ من (جهنّمٍ)


  
   ولا رجعةٌ من حيثُ جئتمْ كـذلكِ

تصيحون: أخْرِجْنا، وليس بسامعٍ



كما صاحَ ذرّ النمـلِ تحـت السنابكِ

وقد كنتُ أدري.. لو سمعتمْ نصيحتي



  ولكنّـكم عُمْي الخُطى والمــداركِ

نجوتُ بنفسي، إذ أبيتمْ..، وإنني



لأبكي عليـكمْ بالدمــوع الســوافكِ

كأنّيَ (نوحٌ) حين حَذَّر إبنَهُ



فقــال: سـآوي للجبـــالِ هـــنالكِ

وأيّ (جبالٍ) حين يغضبُ ربّكمْ



عليـــــكمْ، وَيُلقي أمــره للمـلائكِ

(جبالٌ) كبيتِ العنكبوتِ، تفتّتــتْ



وذابـتْ.. فما تَلْقَـوْنَ من متماسِكِ

ألا لا تلوموني، ولوموا نفوسكمْ



فما غـيرُها ألقى بكمْ في المـهالكِ