نجوتُ بنفسي
سلكتمْ دروباً، قلتُ: عودوا،
فإنني
|
||
أخاف عليكمْ، فهي شرّ المسالكِ
|
||
ضحكتمْ طويلاً، في غرورٍ وغفلةٍ
|
||
وقلتمْ: خسرتَ العمْـرَ إنْ لم
تشاركِ
|
||
أأخسرُ عمري! ويحكمْ ألفُ
(هُدْهُدٍ)
|
||
يقول ليَ: احذرْ، في بليغِ المــآلِكِ
|
||
ركبتمْ رؤوساً من هوىً وسفاهةٍ
|
||
وسرتمْ بليلٍ عابسِ الروح..
حــالكِ
|
||
نصحتُ...، فلم تُصْغوا إليَّ،
تكبّراً
|
||
فماذا لقيتمْ غير أشــداقِ (مالكِ)
|
||
سقطتمْ بها، لا نجوةٌ من (جهنّمٍ)
|
||
ولا رجعةٌ من حيثُ جئتمْ كـذلكِ
|
||
تصيحون: أخْرِجْنا، وليس بسامعٍ
|
||
كما صاحَ ذرّ النمـلِ تحـت
السنابكِ
|
||
وقد كنتُ
أدري.. لو سمعتمْ نصيحتي
|
||
ولكنّـكم عُمْي الخُطى والمــداركِ
|
||
نجوتُ بنفسي، إذ أبيتمْ..، وإنني
|
||
لأبكي عليـكمْ بالدمــوع الســوافكِ
|
||
كأنّيَ (نوحٌ) حين حَذَّر إبنَهُ
|
||
فقــال: سـآوي للجبـــالِ هـــنالكِ
|
||
وأيّ (جبالٍ) حين يغضبُ ربّكمْ
|
||
عليـــــكمْ، وَيُلقي أمــره للمـلائكِ
|
||
(جبالٌ) كبيتِ العنكبوتِ، تفتّتــتْ
|
||
وذابـتْ.. فما تَلْقَـوْنَ من
متماسِكِ
|
||
ألا لا تلوموني، ولوموا نفوسكمْ
|
||
فما غـيرُها ألقى بكمْ في
المـهالكِ
|
||