.

.

السبت، 15 فبراير 2014

وداعية

وداعية

"ألقيت في الاحتفال الذي أقامته كلية اللغة العربية، (في جامعة أم القرى بمكة المكرمة)، لتكريم ثلّة من أعضاء هيئة التدريس وتوديعهم بعد انتهاء فترة خدمتهم، وذلك يوم 29/ 5/ 1429هـ، الموافق 3/ 6/ 2008م". 


حتى متى بفــــــراق صحبك تُفجعُ


أنى أقمتَ، فنهرُ عمرك أدمــــــــعُ

في كلّ يــــــــومٍ لوعــــةٌ بوداعــــــــهم


منها تظلّ على المدى تتوجّـــــــــعُ

أقتاتُ ذكراهمْ، فيشتــــدُّ الطـــــــــوى


لو يشبع الزمن الذي لا يشبـــــــعُ

كم قال لي: أحببْ كما أحببتَ في


هذي الدنا، فغـــداً أراك تـــــــــودّعُ

وغداً أراك على الدروبِ مجـــــرّحاً


تغفـــــــو، فيزعجك الذي تتــــــــوقّعُ

إني امرؤ طفــــــــل الفـــــؤاد، وإنه


زمنٌ كمثل الصخـــر ما يتصدّعُ

ولقد يرقّ الصخر بعـــــــــد قساوةٍ


إمـــا رآني باكيـــــاً أتضـــــــــــــــــــــــــرّعُ

فيسحّ من جفنيه دمــــعٌ ساخــــــــنٌ


كمــــدامعي من نار قلبي تنبــــــــــعُ

مالي وللأحـــــــباب، ما إنْ نلتــــقي

حتى يقال: على النوى قد أزمعوا

قبــلاتنا عنــــــــد النـــــــــوى لما تــــزلْ


مبلولةً، ما جفَّ ثمــــــة موضـــــعُ

هي لحظةٌ أشقى بها، كم عاودتْ


ذكرى بها في كل يـــومٍ أصـــــــــرعُ

ماذا أحــــــــدّث عن مسيرة رفقــــــــةٍ


كانت كمثل المسك إذ يتضـــــــــوّعُ

رفعوا لـــــــواء العلـــــم فوق رؤوسهمْ


كالشمس في كلّ الأماكن تسطعُ

ساروا على نور الكتاب، فحيثما


لاحـــــوا لعينٍ، فالطـــــريق المهيــــعُ

صاحبتهمْ، هاهمْ كما تهوى العلا


خــــــــــــلٌّ وفـــــــــيٌّ أو لبيـــــــبٌ أروعُ

طابت مجالســـــهم ولذَّ حــــــــديثهمْ


علـــــــمٌ مفيـــدٌ .. أو بيانٌ يمتـــــــــــعُ

قد كنت يا (أم القُرى) نار القِرى


من حولها كلَّ الأحبــــــــــــةِ تَجمـــعُ

ألّفــــــتِ بين النازليك، فكــــــم حــنا

منك الفـــــــــؤاد عليــهمُ والأضلـــــــــعُ

وسقيتهمْ من (زمــــــــزمٍ) كأساً بــــها


تَرْوى الظِّماءُ ويأمــــــــن المــــــتروِّعُ

لا غرو ... أنتِ منارةٌ ومثابــــــــــــةٌ
 

تؤوي الكرامَ إلى الكرام وتُـــــــــودِعُ