وداعية
"ألقيت في الاحتفال الذي أقامته
كلية اللغة العربية، (في جامعة أم القرى بمكة المكرمة)، لتكريم ثلّة من أعضاء هيئة
التدريس وتوديعهم بعد انتهاء فترة خدمتهم، وذلك يوم 29/ 5/ 1429هـ، الموافق 3/ 6/
2008م".
حتى متى بفــــــراق صحبك تُفجعُ
|
أنى أقمتَ، فنهرُ عمرك أدمــــــــعُ
|
|
في كلّ يــــــــومٍ لوعــــةٌ بوداعــــــــهم
|
منها تظلّ على المدى تتوجّـــــــــعُ
|
|
أقتاتُ ذكراهمْ، فيشتــــدُّ الطـــــــــوى
|
لو يشبع الزمن الذي لا يشبـــــــعُ
|
|
كم قال لي: أحببْ كما أحببتَ في
|
هذي الدنا، فغـــداً أراك تـــــــــودّعُ
|
|
وغداً أراك على الدروبِ مجـــــرّحاً
|
تغفـــــــو، فيزعجك الذي تتــــــــوقّعُ
|
|
إني امرؤ طفــــــــل الفـــــؤاد، وإنه
|
زمنٌ كمثل الصخـــر ما يتصدّعُ
|
|
ولقد يرقّ الصخر بعـــــــــد قساوةٍ
|
إمـــا رآني باكيـــــاً أتضـــــــــــــــــــــــــرّعُ
|
|
فيسحّ من جفنيه دمــــعٌ ساخــــــــنٌ
|
كمــــدامعي من نار قلبي تنبــــــــــعُ
|
|
مالي وللأحـــــــباب، ما إنْ نلتــــقي
|
حتى يقال: على النوى قد أزمعوا
|
|
قبــلاتنا عنــــــــد النـــــــــوى لما تــــزلْ
|
مبلولةً، ما جفَّ ثمــــــة موضـــــعُ
|
|
هي لحظةٌ أشقى بها، كم عاودتْ
|
ذكرى بها في كل يـــومٍ أصـــــــــرعُ
|
|
ماذا أحــــــــدّث عن مسيرة رفقــــــــةٍ
|
كانت كمثل المسك إذ يتضـــــــــوّعُ
|
|
رفعوا لـــــــواء العلـــــم فوق رؤوسهمْ
|
كالشمس في كلّ الأماكن تسطعُ
|
|
ساروا على نور الكتاب، فحيثما
|
لاحـــــوا لعينٍ، فالطـــــريق المهيــــعُ
|
|
صاحبتهمْ، هاهمْ كما تهوى العلا
|
خــــــــــــلٌّ وفـــــــــيٌّ أو لبيـــــــبٌ أروعُ
|
|
طابت مجالســـــهم ولذَّ حــــــــديثهمْ
|
علـــــــمٌ مفيـــدٌ .. أو بيانٌ يمتـــــــــــعُ
|
|
قد كنت يا (أم القُرى) نار القِرى
|
من حولها كلَّ الأحبــــــــــــةِ تَجمـــعُ
|
|
ألّفــــــتِ بين النازليك، فكــــــم حــنا
|
منك الفـــــــــؤاد عليــهمُ والأضلـــــــــعُ
|
|
وسقيتهمْ من (زمــــــــزمٍ) كأساً بــــها
|
تَرْوى الظِّماءُ ويأمــــــــن المــــــتروِّعُ
|
|
لا غرو ... أنتِ منارةٌ ومثابــــــــــــةٌ
|
تؤوي الكرامَ إلى الكرام وتُـــــــــودِعُ
|