أنا (إبراهيم)!
صادفتُهُ..
يسيرُ في شوارعِ
(الزرقاءِ)
أذكرُهُ...
كان صديقاً رائعاً...
وطيّباً،
من خيرِ أصدقائي
وطالباً مجتهداً.. في
المدرسةْ
مشتعلَ الذكاءِ
لم أَرَهُ..
من مدةٍ طويلةٍ في
(الأُرْدنِ)
عهدي به... هناك في
(واشنطنِ)
ذَهَبَ كي يدرسَ علم
الهندسةْ
ناديتُهُ... لم يلتفتْ
كان يسير... مسرعاً،
لحقتُهُ...
صافحتُهُ.. بقوّةٍ،
سألتُهُ
عن حاله..
إنْ كان قد تخرّجا
أو كان قد تزوّجا
عن أهله...
حدَّثته...
عن ذكرياتٍ حلوةٍ..
جميلةْ
كانتْ لنا...
في عالم الطفولةْ
عن ركضنا..
هناك في الكرومِ
والضِّياعِ
وصيدِنا...
للطيرِ بالمقلاعِ
وأكلنا...
حين نجوعُ في الأصيلِ
من (رغيف الراعي)
... عن لُعْبة
(القِناعِ)
وكيف كان دائماً،
يفوز دون غيره... بلقب
(الشّجاعِ)
حدثتُهُ...
حدثتُهُ...،
لكنْ بدا... مستغرباً،
وظلَّ في تجهّمِ!
قدّرتُ..
قلتُ: ربّما نَسِيَني
وربّما
يمنعُهُ الحياءُ أنْ
يقولَ:
عذراً، ما اسمُكُ
الكريمْ
فقلتُ: في تبسّمِ:
أنا... أنا (ابراهيمْ)!
.. لم يكترثْ
سَحَبَ كفَّه بسرعةٍ،
وقال لي: كفى
مستعجلٌ،
أريدُ أن أقولَ
كِلْمةً واحدةً،
إنْ شئتَ أنْ
تسمَعَني:
«مثلُك لنْ يخدَعني»!
.. وبَغْتَةً،
يضيعْ
تبلعه الجموعْ
بقيتُ وحدي... واقفاً
مندهشاً
أنظرُ..
لا أرى سوى مَنْ يشتري
حولي.. ومَنْ يبيعْ