.

.

الأحد، 23 فبراير 2014

هيهات.. هيهات

                    هيهات.. هيهات



أَرْداكَ في فَجْــــرِ الشَّـبابِ



ليلُ الغـــــواني والشَّرابِ

قضّيْتَ عُـمْــــــركَ راكـضاً



خَلْفَ السّعـالي والسرّابِ

أعمى..، تدوسُ على الجماجمِ



ثُمَّ تمعـــــنُ في الذّهـابِ

أصـغيــتَ للشَّــهــــــواتِ في



جَنْبَيْكَ صاخبـــةَ العُبابِ

ونسيتَ موعــــــظةَ الرِّفاق



الهالكين على الشِّعـــابِ

كم يهتفون.. ارجعْ، سريعاً



لا تغـامــــــرْ باقـــــترابِ

خالفتهمْ.. ومضيتَ تعـــــدو،



ضاحــكاً.. عَـــدْو الذِّئابِ

لم تَجْنِ غيرَ الأ يْنِ.. أيبسَ



منك مخضــــــرَّ الإهـابِ

وسوى الظَّمــــــاءِ وكأسِـــهِ



المملوءِ.. باللهبِ الـمُذابِ

وسوى الملالِ.. وأنتَ وحدكَ



في الفيافـي كالغُـــــــرابِ

أو ما رأيتَ الجسْـــــمَ منك..



يلـــــــوح تمـثالَ اكتئـــابِ

وسمعتَ نَــوْحَ الروحِ فيك..




وقـد تردَّتْ في العَـــــذَابِ

الآن تبـــــغي أنْ تـعـــــــودَ



إلى المنازلِ والصِّحــابِ؟!

الآن؟! كيـــف.. وأنت قــــدْ



أغلقْتَ خلفــــك كلَّ بابِ؟!

وأضعتَ ما في الكفّ، طيشاً



من مفاتيــــــــــح الإيــابِ

إذ رحـتَ تدفنُها هنــــــــالِكَ



في تضاعِيــــــــف التّرابِ

الآن؟! كيف.. وأنتَ قَــــــدْ



أصْبَحْتَ عوداً لاحتطابِ؟!

عينــــاك مظلـمـتانِ.. مثل



مغارتينِ... من الخرابِ

ويداك راجفتانِ.. تعـزفُ



للدّجى.. لَحْــــــنَ التَّبابِ

تمشي كما يمشي الذبيحُ..



من اختــــلالٍ واضطرابِ

هيهات ترجعُ.. ليس مثلُكَ



 مَنْ يسيرُ على الـمُصابِ

هيهات.. إنَّ الدربَ يفهقُ



يا صــــــديقي.. بالصّعابِ

ستظلّ في أسْـر النــــوى،



تبكي.. وسجْن الاغترابِ!