هيهات.. هيهات
أَرْداكَ في فَجْــــرِ الشَّـبابِ
|
||
ليلُ الغـــــواني والشَّرابِ
|
||
قضّيْتَ عُـمْــــــركَ راكـضاً
|
||
خَلْفَ السّعـالي والسرّابِ
|
||
أعمى..، تدوسُ على الجماجمِ
|
||
ثُمَّ تمعـــــنُ في الذّهـابِ
|
||
أصـغيــتَ للشَّــهــــــواتِ في
|
||
جَنْبَيْكَ صاخبـــةَ العُبابِ
|
||
ونسيتَ موعــــــظةَ الرِّفاق
|
||
الهالكين على الشِّعـــابِ
|
||
كم يهتفون.. ارجعْ، سريعاً
|
||
لا تغـامــــــرْ باقـــــترابِ
|
||
خالفتهمْ.. ومضيتَ تعـــــدو،
|
||
ضاحــكاً.. عَـــدْو الذِّئابِ
|
||
لم تَجْنِ غيرَ الأ يْنِ.. أيبسَ
|
||
منك مخضــــــرَّ الإهـابِ
|
||
وسوى الظَّمــــــاءِ وكأسِـــهِ
|
||
المملوءِ.. باللهبِ الـمُذابِ
|
||
وسوى الملالِ.. وأنتَ وحدكَ
|
||
في الفيافـي كالغُـــــــرابِ
|
||
أو ما رأيتَ الجسْـــــمَ منك..
|
||
يلـــــــوح تمـثالَ اكتئـــابِ
|
||
وسمعتَ نَــوْحَ الروحِ فيك..
|
||
وقـد تردَّتْ في العَـــــذَابِ
|
||
الآن تبـــــغي أنْ تـعـــــــودَ
|
||
إلى المنازلِ والصِّحــابِ؟!
|
||
الآن؟! كيـــف.. وأنت قــــدْ
|
||
أغلقْتَ خلفــــك كلَّ بابِ؟!
|
||
وأضعتَ ما في الكفّ، طيشاً
|
||
من مفاتيــــــــــح الإيــابِ
|
||
إذ رحـتَ تدفنُها هنــــــــالِكَ
|
||
في تضاعِيــــــــف التّرابِ
|
||
الآن؟! كيف.. وأنتَ قَــــــدْ
|
||
أصْبَحْتَ عوداً لاحتطابِ؟!
|
||
عينــــاك مظلـمـتانِ.. مثل
|
||
مغارتينِ... من الخرابِ
|
||
ويداك راجفتانِ.. تعـزفُ
|
||
للدّجى.. لَحْــــــنَ التَّبابِ
|
||
تمشي كما يمشي الذبيحُ..
|
||
من اختــــلالٍ واضطرابِ
|
||
هيهات ترجعُ.. ليس مثلُكَ
|
||
مَنْ يسيرُ على الـمُصابِ
|
||
هيهات.. إنَّ الدربَ يفهقُ
|
||
يا صــــــديقي.. بالصّعابِ
|
||
ستظلّ في أسْـر النــــوى،
|
||
تبكي.. وسجْن الاغترابِ!
|
||