الحنين إلى
(عمّان)
القلبُ منذُ وداعِ (عمّــــانا)
|
||
في وَحْشــــةٍ، لم يلقَ سُلْوانا
|
||
أمسى وحيداً بعد غيبتها
|
||
يُذْري سَخينَ الدمــــعِ تحنانا
|
||
يرنو حواليــه، فيوجعُــهُ
|
||
أنْ لا يرى.. أهلاً وخُــــلّانا
|
||
كانتْ بها أفراحُهُ.. فغدتْ
|
||
غِبَّ النَّوى الأفراحُ أحزانا
|
||
يمضي الزمانُ، فكلُّ ثانيةٍ
|
||
تَسْقيه... مُــرَّ الويلِ ألوانا
|
||
هذي كما السكِّين.. تطعنُهُ
|
||
طـعناً، وتلك تَفِــــحُّ ثُعـبانا
|
||
إنْ نامَ فالأحلامُ مزعجةٌ
|
||
جـدّاً، تريه البـــدرَ شيطانا
|
||
أو قــام فالأيام قاسيـــــةٌ
|
||
كم أمطرته.. لظىً وصوّانا
|
||
تلقاهُ.. طولَ الوقتِ، مكتئباً
|
||
قد هاج آلاماً.. وأشجـــانا
|
||
أنّاته.. تعلــــــو.. فيخنقُها
|
||
ولربّمـا يضطـــرُّ.. أحـيانا
|
||
حَمَلَ (الجبــالَ) على كواهله
|
||
للَّـهِ كمْ قاسى، وكمْ عانى!
|
||
تتبرَّجُ الدنيا، لتخْدعَـــــــــهُ
|
||
فيرى النَّعيمَ هناك.. نيرانا
|
||
يقظــانُ.. لم يُفتـــنْ بزينتِها
|
||
ولَكَمْ تَبــــدَّى الشَّكْلُ فَتَّانا
|
||
هوَ لَيْسَ يَعْشِقُ غيرَ (عمَّانا)
|
||
مهما رَأَتْ عَيْناهُ.. بُلْـــدانا
|
||
هيهاتَ... أنْ ينسى حبيبتَهُ
|
||
مهما نأى.. حِقَباً وأزمــانا
|
||
قد كان أصـفاها مودَّتــــــهُ
|
||
ما كان رغم البعــــدِ خوّانا
|
||
قلِقاً يُرى.. مِنْ بعدها، أبداً
|
||
لم يتخذْ في الأرضِ عنوانا
|
||
(عَمَّانُ) بسمَةُ روحِـهِ، فإذا
|
||
غابتْ، يرى الأكــوانَ أكفانا
|