(البتراء)
هنا ..
يولدُ الصخرُ
من عتمةِ الدهرِ
باقةَ وردٍ.. نديّةْ
ترفرفُ بالنور.. والعطرِ
في لوحةٍ أبديةْ
يشيخُ الزمانُ،
وتبقى طفوليّةَ الرَّوْعةِ
ويقسو المكانُ،
ولكنْ تظلّ...
تطلّ
كدحنونةٍ... حلوةٍ
تهِفّ أشعّتها... نسماتٍ طريةْ
وأنغامَ نايٍ
معتّقةَ الشوقِ...،
عند المساء... شهيةْ
عجائبُ... أنى نظرتَ،
هنا.. وهناك
تذوبُ العيونْ
بسحر تهاويلها العبقريةْ
وترحلُ...
في لحظةٍ من لحظاتِ الجنونْ
تخطّى جبالَ القرونْ
تسائلُ
في عالم (الجنّ)
عن سرّ هذي الفنونْ:
فمن أينَ سالتْ
منابعُ فتنتها الزاخرةْ
وكيف تحدّتْ
عبوسَ الليالي... ببسمتها الباهرةْ
وماذا.... وماذا
وراءَ حنينِ فضاءاتها الشاعريةْ
وأحلامِها الوثنيةْ!
...
...
وفي لحظةٍ
يستفيقُ الشعورْ
على ضوءِ صوتِ
عميقِ الجذورْ
غريبِ الملامحِ
يأتي
من الأُفْق الأمغرِ الذهبيّ
فيلقي التحيّةْ
وبعد هنيهةِ صمتِ
يقصّ حكايةَ صدقٍ.. حيّيةْ
هنا...،
آثر (الإنسُ) أنْ ينحتوا
بصماتِ التحدّي
تحطّم كلَّ فؤوسِ العصورْ
وأنْ يزرعوا
ألفَ شَجْرَة خُلْدِ
وأنْ يذبحوا
(غولةَ) الموتِ... عند الضحى،
فوق هذي الصخورْ
لتحيا..
مَسَلّاتِ نورٍ.. وَوَعْدِ
وتبقى..،
كما تشتهيها النسورْ
مشاتلَ زَهْوٍ.... وَوَرْدِ