الصفحات

الأحد، 9 مارس 2014

رثاء الأستاذ : أبي فِهر محمود محمد شاكر

رثاء الأستاذ : أبي فِهر محمود محمد شاكر


تراه يمــــوجُ.. مثلَ البَحْـــرِ عِلْماً


ويسخـــــو.. لا يملّ من السّخـــاءِ
فكــم سِفْـــــرٍ له قــــد سطّـــرته


يــــداه.. حبــــرُهُ سيــــلُ الدّمــــاءِ
فهــــــذي روحُه في كلِّ حرفٍ


تضيءُ على المدى رَحْبَ الفضــاءِ
تحــــسّ إذا فتحــــتَ له كـــتاباً


لتقــــــرأه.. بمـــــسِّ الكهــــــرباءِ
كذاك الصدقُ يفعلُ حين يسري


مِــــــــداداً في يـــراعِ الأذكيــــــاءِ

*     *
قضى مَنْ كانَ شمساً من ضياءِ


تُبـــــــدِّد كـلَّ ليـــلٍ مـن عـمــــــاءِ
قضى مَنْ كان نهـراً من لهيبٍ


يُصَـــــبّ عـلى العـدا عند اللقــــاءِ
أبيّاً عـــاش في الدنيــا.. وولَّى


أبيّاً.. لا يرومُ ســــــوى العــــــلاءِ
يقـــــولُ الحـــقَّ لا يخشى عدوّاً


وليس يهــــابُ بطـــش الأدعيـــاءِ
لأجل الحقّ كم حَرْبٍ ضروسٍ


تقحَّــــــمَ هــــولها.. في كبـــــرياءِ
فصالَ وجالَ.. ضرْغاماً عبوساً


إلى أنْ عــــاد مـبتســمَ اللـــــــواءِ

*     *
ذكـــرتُ فقيــــدَنا شيخاً حــكيمـاً


يعـلّمـــــنا الرّقــيَّ إلـى السَّمــــــاءِ
ويرضعـــــنا لبانَ العـــــزِّ حـتّى


نشــــــأنا أقــــوياء مـــن اقــــوياءِ
يقول: حــــذارِ أنَّ تحـــيا ذليــلاً


وإمَّعــــــــةً..كمنثــــــورِ الهبـــــاءِ
إذا ما كـنــــــتَ ذا رأيٍ ســـــديدٍ


فكــــنْ من أجْلِــــهِ البطـلَ الفـدائي
فليس الرأي تُعْلنــــــــه جهــــاراً


كمثـــلِ الـرأي يُهْمَـــسُ في الخفاءِ