الصفحات

الجمعة، 14 مارس 2014

مساجلات شعرية من ( مكة المكرمة )

  
مع الشاعر علاء الدين العرموطي
(1)
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الأستاذ علاء الدين العرموطي (من عمّان):
مَنْ للغريب وقد شطَّ المزار به


ترى تـغــــذّ بـه رجــــلاه أم يقـــعُ
لما مضى بعضُ هذا الليل قلتُ له


بالله خبّرْ عن الماضين ما صنعــوا
فقال لي والنجومُ البيضُ ماثلـةٌ


دمعاً على الوجناتِ السـودِ يندفـــعُ
لا تُعْجلنّي فإنَّ الليل ذو سعــةٍ


فقلتُ: كيف وما في الصــدر متسعُ
لي رفقةٌ سَمَحَ الدهرُ العجولُ بهمْ


يومــين، ثـــمّ تـولّاه بـــهمْ جـشـــعُ
إنا لنسألُ عنـــــهمْ كلَّ ساريــــةٍ


من الغمـــامِ، وبعـضُ الوهــمِ متبـعُ
فهل تجـــود بهمْ يوماً مداويـــــةٌ


من الليالي، وهـل يشفى لنا وجـــعُ
- فأجابه:
نهفـــــو للقيــــاكمُ يا أهـلَ ديرتنا


ففي اللقــــــاء لنا ظــــلٌّ ومنتجـــعُ
قد لوّحتنا على الأسفـــار كاويــةٌ


من الفــــــراق، متى باللـــه نجتمعُ
إنا لنشكو الظما، والماء أوجهكمْ


فهل يقــــالُ قريبـــاً: هاهـمُ نبعــــوا
نشتـــــاق رؤيتــــكمْ في كلّ آونةٍ


وقد صبرنا إلى أنْ أوشــك الجـزعُ..
تطوفُ أعيننا (بالبيتِ) سائلـــــةً


عنكمْ ملامحَ مَنْ طافوا وَمَنْ ركعوا
وكم ترى في (العوالي) الليلَ ساهرةً


والنجمُ يشتاف من شوقٍ ويستمـعُ
ذاب الفؤاد جوىً، كَمْ صاح من ألـمٍ


أين الأحبـــــةُ والوعد الذي قطعـوا
- فَكَتبَ إليه العرموطي :
الشعر من كبــــدٍ يبرى وينتـزعُ


فـإنْ أتاك، فبعضي عندكمْ قطــــعُ
أراك تحسن لمس الجرح وهو دمٌ


فلا يهلْـــكَ فـــؤادي وهو مقتلــعُ
وإنْ تكنْ فضّــــت الأيامُ سامــرَنا


فكـلّ ما تهـــــب الأيام مرتجـــــعُ
وربّما كــان فيما كـــان مدّكــــــرٌ


عـــذبٌ ومرتفقٌ حلــــوٌ ومرتبــعُ
وربّ يــــومٍ من الأيام ممتـــلىءٍ


كأنما الزهــــر في عطفيه مجتمعُ
يمــــــــدّ فوق ليالينا سرادقــــه


فـلا يميـــــلُ ولا يبلى ولا يقـــــعُ
بتنا به ننهـــــب الأوقـات صافيةً


ونحن.. نحن بكاسات البلى جـرعُ
فهلْ يغيظك حسن الورد من قصرٍ


وأنـــــه لحـظــــــاتٌ ثمّ ينقطـــــعُ
إنَّ القليلَ كثـــــيرٌ إنْ سررتَ به

وفي المـواسم ما يكفي وما يسعُ
مع الشاعر علاء الدين العرموطي
(2)
- كَتَبَ إلى صديقِهِ الأستاذ علاء الدين العرموطي، مهنئاً بمولودةٍ له:
بارك الله يا (علاءُ) بمـولودتـــك الحلــــــــوة التي تتــــلالا!
كأبيــــها أو أمـــها، ليس فرقٌ


فهما البـــــدرُ.. هيبــةً وجمـــالا!
- فأجابه العرموطي من (عمّان):
بارك اللــــــه فيـــــكمُ وأطــــالا


عُمْــــــركُمْ إنَّه المجيـــــــبُ تعالى
إنْ يكنْ فاتك اسمُــها فاسْمـــها 
                              (يبرينُ) أنْ لم أجدْ له استعمـالا
مع الشاعر علاء الدين العرموطي
(3)
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الأستاذ علاء الدين العرموطي (من عمّان)، غِـبّ انقطاعٍ:
لك عائدٌ والعود أحمدْ

بيديّ من كلمٍ زبرجدْ
خُـذْه كريماً من كريـمٍ فرقـــداً من قلــب فرقــــدْ
عين الحسـود له أسـحّ من الدمـاءِ عـن المهنّـدْ
ستظـــــلّ تنــــزل بيننـا الآيات بالوحـي المـــؤيدْ
ما لا تحـيط به الرقـــــاع ولا يقــــوم به مجـــلّدْ
فارجعْ هديتَ إلى الغنــاء العـذب والكلم المنضّـدْ
ودع السكوت وعــدْ إلى لهب القصيدة فَهْو أبردْ
وارجعْ إلى زمن النشيــد الحـرّ واللحـن المجــوّدْ
أيام كــنا نفتـــق الأشعـــار فتــــق (أبي المحـسّــــدْ)
- فأجابه:
كم ذا أتـــــوقُ إلى بيـــانك قـد صفا لفظاً ومقـصدْ
تنسابُ موسيقــــــاه في أسماعـنا شَهْـــداً يغــــرّدْ
عهـــــدي بشعرك دائماً حلــــواً إذا ما راح ينشــدْ
من روح (عنترة) يفـــوح وتارةً من قلب (أحمـدْ)
قد عتّقتــــه (الجاهليـةُ) وهــــو دومـاً في تجـــــدّدْ
للـــــه كمْ لك في ذرا الإبـداعِ من شـعــــرٍ مخلّــــدْ
كَـتَــــبَ الزمـــــانُ حروفـــــه فبكـلّ ناحــيــــةٍ يردّدْ
كالشمس معجــزة الوضوح وخـيمــة السرّ المؤبّــدْ
يعـطي ويعـطي لا يملّ من العطــــاء ولـيس ينفـــــدْ
- فكَتَبَ إليه العرموطي :
أو كلما قالـــــوا: تجـلّــــدْ ناح الفــؤادُ كـما تعـــــوَّدْ
أنا كلّما حاولــــــتُ نظـــــم دمي بقـافيـــــــةٍ تبـــــدّدْ
ومضى عصيّاً لا يكــــفّ عـن المسـيل ولا يضــمّـــدْ
أفـردتُ إفــراد البعـــــــير ومَـنْ يَدنْ بالحـــقِّ يفـــردْ
وخصصــــتُ نفسي بالنشيـــد فأيّ جـائــزةٍ سأنـقـــدْ
نَــمْ يا فـــــؤاد عـلى المـنى وعـلى أرائكـــها تمــــدّدْ
وطلِ النجــومَ الزُّهْـــر بالنجـــوى فإنّ الليل ســرمــدْ
- فأجابه:
أين الأحـبـــةُ في ربى (عَمّانَ) أو في سهـل (إربـدْ)
ممنْ عـرفنا طيبـــــــةً ونبالــــــةً وكـريم محـتــــــــدْ
الأوفـياء بعهــــــدهم إنْ عـاهــــدوا، والله يشـهــــــدْ
المؤمنـــــون الأنقيا والعصــــــرُ عـربيــــدٌ وملحــــدْ
ماذا ترى قد أحـدثوا بعـدي، لتصــــرخ دون منجــــدْ
وَهُمُ الأُلى كانوا على الإعصار كالجبـــــل المـوطّــــدْ
إني لعـمــــــرك خائـــفٌ قـلـــقٌ، وهــــــذا الليل أربـدْ
فمتى تطـلّ عليَّ رغــــم البعــــد مئذنــــــةً لمسـجــــدْ
- فَكَتَبَ إليه العرموطي :
ما زال بعــضُ الطيّيبــــين هـنا..، لهمْ ركـنٌ ومقعــــدْ
قبضــوا على جـمـر الوفا والصـدقِ ما وَهَـنتْ لهم يـدْ
عـظمـــوا وشفّـوا كالسنا الهتّان كالصَّــــرحِ الممـــرّدْ
أهـــل الحجــا، والناسُ بين معـــوّقٍ يهــــذي وَمُقْعَـــدْ
هــم زهــــــرةُ الروحِ التي تشفي الفـــــؤاد إذا تنهّـــدْ
كالعـشـــب طـــــوع العـاديات إن استقــــام وإن تــأوّدْ
لا يغمـــــدون عـلى الزمـان، وكلّ سيـــفٍ سلّ يغـمـــدْ
مع الشاعر علاء الدين العرموطي
(4)
- كَتَبَ إلى صديقِهِ الأستاذ علاء الدين العرموطي :
ما عــــــدتُ أسمعُ صوتك العَــذْبا


شعـــراً يضـــيء الـروحَ والقلبا
(أعلاءُ)، هل فرَّتْ ملائكُ شعركمْ


أم قد نسيتَ على النّوى الصَّحْبا
- فأجابه العرموطي (من عَمّان):
حـاشاي أنْ أنســــــاك إنَّ فمي


مـا زال مثــــل ثنائـــــــكمْ رطبا
يجري لذكــــــر الراحـلين ندىً


كالراحِ عـنــــد تنـــاول الصهبا
إنْ نبتعــــــــدْ نَسَباً وناحيـــــةً


فالشعـــــر أصـدقُ منهـما قربى
لكنَّ دفــــــــع الظلــــمِ مشغلــةٌ


فدع المـــــــلامَ وهــــوّنِ العتبى
مع الشاعر حبيب الزيودي
(1)
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الأستاذ حـبيب الزيودي (من الزرقاء):
أريدُ شعـــــرك مجنوناً بغير هدىً


فالشعر في (مكّةٍ) يسعى ويبتهـلُ
إنْ طفتَ (بالبيتِ) أنشدْ أهله غزلاً


يحــــلّ للطائفين الوجْــــدُ والغزلُ
- فأجابه:
في ساحــــة (البيتِ) لذّاتٌ معتّقةٌ


لله من أجلها العبّــــادُ كَـمْ بذلــوا
هلمَّ أنشدْ هوى غيلانَ أو عمــــرٍ


فالطائـــــفون بحبّ الله قد شغلوا
آذانهمْ عن سماع الشعر في صَمَمٍ


فإنهمْ في مناجــــــاةٍ بها ذهـلــوا
لا ينبسون بغير الآي إنْ نبســوا


وهينمــــاتٍ لها قد رفـرف الجبـلُ
لو ذقتَ بعضَ الذي ذاقتْ قلوبهمُ


لجئــــتَ معتذراً، والدمـــعُ ينهمـلُ
مَن كان يأنسُ في دنياه بامـــرأةٍ


فإنمـا أنســـــهمْ بالله إذ عـقـلــــوا
يرجون منه شعاعَ العفو،قد كثرتْ


ذنوبـــهمْ، وبهمْ قد تاهـتِ السّبُـــلُ
فلو تراهمْ بظلِّ (البيتِ) إذ وقفوا


والروحُ منهمْ بمـاء التـوب تغتسلُ
كأنهم في جنان الخلْدِ، أوجههمْ


كالصبح..منها يفوحُ النـور والأملُ
لا يندمون على شيءٍ ندامتهمْ


على دقائقَ من عُمْـــرٍ بها غفلــوا
مع الشاعر حبيب الزيودي
(2)
- كَتَبَ إلى صديقِهِ الأستاذ حـبيب الزيودي:
تمزّقني الأيامُ شعــــــراً وغربةً


فـذا عُـمُــــري.. شَبّابـةٌ ونحيـــبُ
وأحــــلامُ قلبٍ تأكل الطيرُ خبزه


إذا ما غفـــا، إنَّ الظـــلامَ رهــيبُ
- فأجابه الزيودي (من الزرقاء):
(أبا الليث)، سمّاري جفوني، وخانني


كحيــــلٌ، شذيّ الوجـنتين، لعـــوبُ
وبرّح بي روحـاً وراحـاً وراحــــةً


فيا ليــــتَ قلبي عـن هــــواه يتـوبُ
وإنيَ إذ أشدو فشــــدويَ لهفــةٌ


وما الناي إلّا وحـشــــــةٌ ونحيــــبُ
وَبَعْـدَكَ لا شعـري يطيبُ، وكلّما


ترشَّــــفَ مـن شوقي إليك يطيـــــبُ
فحسبك من (طه) ملاذاً ودوحـةً


تمنّــــــتْ قلـــــوبٌ لثمـها وقلــــوبُ
تطوفُ شعوبٌ حول...


وتطــــرقُ أبوابَ الشفيــــعِ شعـوبُ
مع الشاعر إبراهيم العجلوني
- كَتَبَ إلى صديقِهِ الأستاذ إبراهيم العجلوني:
آهِ.. ما أنـــدى ظـــــلالَ (الحَرَمِ)


و(الحطيــمِ) الطهر و(الملتزمِ)
كلَّما اشتــــدّتْ ذُكــــاءٌ عـطشاً


أطفأتها جرعـــةٌ من (زمــزمِ)
ليتني ألقـــــــاكَ يا شيــــخ هنا


أيّ شـوقٍ، في الحشا مضطرمِ
- فأجابه العجلوني (من عَمّان):
أنا في (عَـمّانَ) مهوى الأنجمِ


بالغ الشقـــــوةِ مأســـورَ الدمِ
أين (إبراهيــمُ) مـنّي هاهنـا


في أسايَ الجاثم المضطـــــرمِ
ليس إلّا الله... تدعـــوه لنا


ضارعــــاً يا شيخُ عند الحـرمِ
مع الشاعر عمر حسن القيام
(1)
- كَتَبَ إلى صديقِهِ الدكتور عمر حسن القيام :
عجباً (لحورانٍ) وَمَنْ سكنوا


بالغربِ من أطراف (حــورانِ)
مالي يفتّتــــــني فراقــــــــهُمُ


شــوقاً، ولما يمـــضِ يومــانِ!
- فأجابه القيام (من إربد):
هذا الوفـــــاءُ لديــرةٍ سكـنــــتْ


في القلب من أعماق إنســـانِ
(حـــوران) يا أرضاً بها أنســتْ


أرواح أحـبـــــــابٍ وإخــــوانِ
مع الشاعر عمر حسن القيام
(2)
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الدكتور عمر حسن القيام (من إربد):
(ليثُ) الليوث اليومَ في (حورانِ)


صلّى العِشاء بمسجـد "الإسكانِ "
قبّلتــــــه ، وعـلمــتُ أنك قـادمٌ


لتقيمَ هـذا الصــــيفَ في الأوطـانِ
- فأجابه:
أنا قادمٌ، هي (إربــــدٌ) يا صاحبي


كم ذا أحــــنّ إلى هــوا (حـورانِ)
وإلى منازلَ في (الطِّوال) ألفتها


وإلى ملاعــــبَ لي بأرضِ (أبانِ)
أشتاقُ للوطـــنِ الحبيبِ وأهله


أنا ما نسيتُ على النـوى عنواني
أنا ما نسيتُ، وكيف يَنسى (آدمٌ)


عنــــــوانَ فردوسٍ له وجِـنــــانِ
مع الشاعر عمر حسن القيام
(3)
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الدكتور عمر حسن القيام (من إربد):
تروّعــــنا الأحبــــةُ بالفراقِ


ولوعات الحـنـين والاشتيــاقِ
كأني لم أكـنْ خِـــــلّاً كريماً


ولا من ذاكمُ الصّحـب العـتـاقِ
(أبا ليثٍ)، وقد أوجعــتَ قلبي


ببيـــنٍ مقـلـــــقٍ مـرِّ المـــذاقِ
فلا واللَّـهِ، ما فرحتْ عيوني


بجلْســـــات الأحبّــة والرّفــاقِ
أمـــرّ على الديار بغير حاجٍ


(بعـمّانٍ)، فيسقـمني اشتيــاقي
- فأجابه:
(أبا حَسَنٍ)، رويدَكَ لم أفــارقْ


لعـمْرُكَ عن مــلالٍ أو شِقـــــاقِ
ولكـنْ (مكـــــةٌ) نادتْ، فلبَّـــتْ


لها روحـي، تطـيرُ على (بُراقِ)
و(شهـــــرٌ) كلّـــــه برٌّ وتقوى


يقـــول: الفــوز يا أهل السبــاقِ
وما أنا غير سهمٍ حين أمضى


لغاياتي، سريــــــعِ الانطــــلاقِ!              
مع الشاعر ناصر شبانة
(1)
- كَتَبَ إلى صديقِهِ الدكتور ناصر شبانة:
(شبانةُ)، هل (عمّانُ) تعرفُ سحنتي


إذا عــــدتُ يوماً بعـد طــول غيابِ!
أم انَّ يديـــها قد محــتْ ذلك الفتى


فما عــــــاد في قلـــــبٍ لها وكتابِ!
- فأجابه شبانة (من عمّان):
(أبا الليثِ) ذي (عمّانُكَ) الآنَ لوّحتْ


بمنديلها من خلــــــفِ ألــــفِ حجابِ
تفتّش عن وجــــــهِ الحـبيب..، لعلّه


يردّ لها روحــــــاً بعيــــــدَ غيـــــابِ
مع الشاعر ناصر شبانة
(2)
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الدكتور ناصر شبانة (من عمّان):
هل تسمحُ الأيامُ، وهي بخيلـــــةٌ


أنْ نلتقي بعد النوى يا (كوفحي)
لو أنَّ شوقَ الناسِ كان بكفّــــــةٍ


وبكفّــــةٍ شوقي لكمْ لم يرجـــــحِ
- فأجابه:
سَمَحَتْ بذا الأيامُ أم لم تسمـــــحِ


إنَّ المـــــــودّة بيننــا لا تـمّـحي
منذ افترقنا لم تغيبوا لحظــــــةً


عن عيننــــــا، فكأننا لم نبـــرح
مع الشاعر منير شطناوي
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الدكتور منير شطناوي (من إربد):
لعمرك لـمْ تغـبْ مُذْ غبْتَ عنّا


فما فارقـــــــتَ عـيناً أو جَـنانا
- فأجابه:
وفـاؤكَ يا (منيرُ) يظـلّ نــــوراً


يضوّئ في الظــلام ليَ المكانا
وينصبُ خيمــــةً لي في الموامي


تظـلِّلــــني وتسـقـيني الأمـــانا
مع الشاعر صالح بن سعيد الزهراني
(1)
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الدكتور صالح بن سعيد الزهراني من (مكة المكرمة) في أول أيام رمضان المبارك:
تضيقُ الحياةُ،
فنسأل ربَّ السماءِ..
انفراجَ الطريقْ
ورؤيا الصديقْ
وحبَّ البقاءْ
ونذكر في رحلة العمرِ
دفءَ الوجوه التي صادفتنا
وطيبَ القلوب التي قلّبتْ في النقاءْ
فدمتمْ لنا أيها الرائعون،
وعشتم لنا أيها الأصدقاءْ
- فأجابه:
يعزّ الصديقْ
وتأبى الطريقْ
إذا سرت وحدي... سوى أن تضيقْ
فألمحهمْ..
في عَبوس الدجى،
كابتسامِ الصباحِ الأنيقْ
وهمسِ الندى
إنهم فتيةٌ غرباءْ
أحبّوا الوفاءْ
فهاهمْ كما نشتهي
شرفةٌ.. عذبةٌ للرجاءْ
تظلّ.. تطلّ على بحر آمالنا،
وعلى ضوء أقمارنا
فيطيبُ اللقاءْ
وتصفو الحياة.. ويحلو البقاءْ
فمن غيركمْ أيها الأصدقاءْ
إذا أوحش القلبُ.. والدربُ،
بدّد ليلَ الشقاءْ
وراح يرفرف أغنيةً..
للسّنا.. والشذا.. والنقاءْ
مع الشاعر صالح بن سعيد الزهراني
(2)
- كَتَبَ إلى صديقِهِ الدكتور صالح بن سعيد الزهراني:
قدّمتك الأيامُ إذ كـنــــتَ أهـــلاً


أنْ ترى في الأمــــامِ دوماً إمــاما
ليس مَنْ يشربُ الليالي مِــــداداً


كالذي يشــــرب الليالي مُـــــداما!
- فأجابه الزهراني (من مكة المكرمة):
جئـــتُ أهمي على الثغور غماما


كان في مقلـــــة الكئيب جَهــاما
لم أهـــادنْ مَنْ كان ينتـف ريشي


ويراني أعـمى يبيــــــع كـــــلاما
أيها المبـــدعُ العظيــــــم، ولدنا


من فم الريح: فارســـاً وحـساما
ما ولــــدنا كالنائمـــين سبـــاتاً


حــــــرّم الله أنْ نعيــــــش نيـاما
وسنبقى على الجبال صقــــــوراً


لا نبالي بِمَـنْ يعـيــــش حَمـــاما
إنَّ أقسى مَنْ يذبح الشعـــر قومٌ


ولدوا خلســــةً وعاشــوا يتـامى
مع الشاعر عبد الله بن سرحان القرني
(1)
- كتب إليه صديقُهُ الدكتور عبد الله بن سرحان القرني (من عمّان) ، في إحدى زياراته إلى الأردن:
إنا هنا في الذّرا من قلب (عمّانِ)


وإنّنا بيـن أحبـــــــابٍ وخـــــلّانِ
- فأجابه:
(عَمّان) مذْ وجدتْ دار الكرام، فيا


أهلاً وسهلاً بكمْ يا خير ضيفــانِ
مع الشاعر عبد الله بن سرحان القرني
(2)
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الدكتور عبد الله بن سرحان القرني (من الرياض):
إليكم تحيّاتي من القلبِ طـائرةْ


وقد تبعت الأشواق من قلب (طائرَةْ)
إذا قصفتْ فيها الرعودُ وحلّقتْ


سقتني دمــوع العين والنفس حائرَةْ
- فأجابه:
نزلتَ رياضَ الحسنِ فازداد حسنها


فطوبى على طوبى لمن جئـتَ زائرَهْ
لقد لبستْ مذ جئتَ أحلى ثيابها


ألستَ هزاراً رائع اللحــــن ساحـــرَهْ
مع الشاعر عيّاد الثبيتي
 - كَتَبَ إليه صديقُهُ الدكتور عياد الثبيتي من (مكة المكرمة):
نَسَجْنا على صَدْر المواويل جرحَنا


ونكســــوه من ورد الحشا فيطـيبُ
ونقطـفُ من أزهاره متعة الجوى


ويحضـــــر في آهـاتنا ويغـيـــــــبُ
ونرنــو إلى أيام صفــوٍ معتّــقٍ


يقال لحاديـــــه: الفضــــاء رحـيبُ
فيرفعُ (إبراهيمُ) للشعر كوكباً


بعيـــداً قريباً! في البيـــان عـجـيبُ
فأجابه:
لعمرك ما عاد الزمانُ الذي مضى


يحـــــــنّ عـليّ، إنني لغــريــــبُ
تحـــوّلـتِ الأيامُ ناباً ومـخـــلباً


فَعُـمْــــري حـنينٌ نازفٌ ونحـيـبُ
وشعرٌ أداويه، فتأبى جراحُــــه


اندمالاً، فميزابُ النجيـــع صبيـبُ
أناديك (عَيّاد الثبيتي)، وَمَنْ ترى


ســــــواكَ إذا صمَّ الزمانُ يجـيبُ
مع الشاعر حاتم الزهراني
- كَتَبَ إليه صديقُهُ الأستاذ حاتم الزهراني (من مكة المكرمة):
طويتُ صفحة أقدامي.. وسرتُ على


رؤوسِ أقــــلاميَ العـليا إلى تلـــفي
- فأجابه:
نَسرانِ في الغيم كهفُ الشعر يجمعنا


مع ألفِ نَسْرٍ جريح الحُلْمِ.. والهفي!
هنا.. على نَزْف جُـرْحَيْنا، سنعزفها


أنشودةً عذبـــةً للمجـــــدِ والشـرفِ