الصفحات

الجمعة، 28 فبراير 2014

بلغتُ الأربعين

بلغتُ الأربعين


أحــسّ.. كأنَّني ما زلـتُ طفــــلاً


فَــكَمْ من قائلٍ لـي: يا شــقيّ

فذا (ليــثٌ) يصيـــحُ: تعــال بابا


لنلعـــب، أنتَ عِـفـــريتٌ ذكيّ

وكم ركبتْ (رؤى) ظهري (حصاناً)


توجّهـــــه كما شاء الحُـــذَيّ

وكم ضحكتْ (رموزُ) عليَّ لـمّا


تخفّتْ، إذ أنا (الأعـمى الغبيّ)

أُفـــــرّح فيـهمُ قـــلباً بريئـــــاً


فيفـــــرحُ للـدنا قلبي البــــريّ

سويعاتٌ  إذا ما جـــفَّ دهــري


تسيــــلُ كـأنـها المـــاءُ النقيّ

بلغتُ الأربعين، ولستُ أدري


بلغــتُ الرشـــدَ أم أني صبيّ !

تطيبُ حــياتُنا ما طاب قلــــبٌ


ورقَّ كأنــــه الزَّهْـــرُ النّـــديّ

وأشقى الناس في الدنيا رجالٌ


قلوبُــــهمُ الحجـارةُ والعصيّ!




براءة

براءة

لـمّا مرضتُ..                
ورحتُ،
مثل الميْت،
أرقدُ في الفِراشِ
ما ردّ روحي
غيرُ منظرِ ( صبيتي ) ،
مثل الفَراشِ
ببراءةٍ..
يتراكضونَ.. 
          ويضحكونَ..
ويلعبونَ..  
          ويمرحونَ..
بلا اكتراثٍ
لاصفراري.. 
             وارتعاشي
أبصرتُهمْ،
فنسيتُ دائي 
هُمْ دوائي.. 
دائماً ، 
وبهمْ
شفائي
       وانتشائي

                وانتعاشي

فتىً من أولي العزم

فتىً من أولي العزم


غدوتُ غريباً.. في المـدائن والقرى


ولا غَرْوَ، إنَّ الحقّ صار غـريبا!

إذا ما دعوتُ الناس للحقّ، أعرضوا


 وسدّوا نهىً يا ويحهمْ.. وقلوبا

أحطّـــمُ (أصناماً) لـهمْ يعـبــدونها


 فـيأبــــون إلّا أنْ أذوقَ لهـيبــــا

وإنْ صحتُ فيهمْ: «اتقوا الله ربكمْ»


فمليونُ (نمرودٍ)، يثورُ.. غضوبا

هُمُ الناسُ كم ضلّوا هــوىً وتَكبّراً


وشنّوا على أهل الصلاحِ حـروبا

غداً سيعضّــون الأكـــفَّ ندامــةً


 إذا صـار طوفـانُ الفسـادِ رهـيبا

غداً يغرقون.. واحـداً تلو واحـدٍ


ولنْ يجـدوا رغم الصّراخِ مجيبـا




ضحكة محتال

ضحكة محتال



     إنه آخــــر الزَّمان.. فطــــوبى


للأُلـى يكــفـــــرونَ (بالدَّجّـــــــالِ)

     فتنــةٌ إثر فتــنةٍ، تتـهـاوى


في دياجيرها (الشمـوسُ العـوالي)

      ضحكتْ للأنامِ.. ضحكة محتالٍ


فنامـوا في حضنـــها المحـتــــــالِ

      سَلَبَتْ منهمُ العقــولَ، فهـــاموا


في دروبِ الهوى .. وليل الضّـلالِ

       ربَّ طــــودٍ من حكمةٍ ووقارٍ


صارَ فيها من أجـهـــل الجهّــــــالِ

      فهو كالقرْدِ.. يتقنُ الرقصَ .. 

والهـــزّ ، بلا طبلــةٍ، ولا طـبّـــــالِ

      عالَــمٌ مدهـــشٌ.. 

       من السِّحْـــرِ والأحــــلامِ..



فيــه الشيــــــوخُ كالأطـفـــــــال!




تحت شمس القضاء

تحت شمس القضاء



انتبـهْ.. فالحـياةُ تركــــضُ ركضاً


ليس من راحـــةٍ هنا.. أو قــــرارِ

عشْ كما شئتَ، لن تعيشَ طـويلاً


فالـرّدى في نهـايـــــةِ المشــــوارِ

لحـظة.. ثمّ نستفـيــقُ.. سِـــراعاً


لحســابِ المهيمــــــنِ القهّـــــــارِ

كـلّنا .. كلّنا هنـــــــاك  ســـــواءٌ


تحت شمسِ القضاء..، دون إزارِ

ليت شعري.. ماذا يكونُ جزائي


جنّــــة الخلْـــدِ.. أم سعـير النّارِ!




سرّ الخلود

سرّ الخلود



 إنَّ الحــــياة قصيرةٌ..، لكــــنّها



سـرّ الخـلــــودِ.. بجـنّــــةٍ أو نــــارِ

أشقى الورى مَنْ ضلَّ غاية خلقِهِ



في (الذاريات) ، وعاش عيشَ حمارِ

الكونُ لم يخلقْ سدىً، وكذلك..



الإنسانُ، أين هُــمُ أولـو الأبصـــارِ!




نجوتُ بنفسي

نجوتُ بنفسي

سلكتمْ دروباً، قلتُ: عودوا، فإنني


   
    أخاف عليكمْ، فهي شرّ المسالكِ

ضحكتمْ طويلاً، في غرورٍ وغفلةٍ



وقلتمْ: خسرتَ العمْـرَ إنْ لم تشاركِ

أأخسرُ عمري! ويحكمْ ألفُ (هُدْهُدٍ)



  يقول ليَ: احذرْ، في بليغِ المــآلِكِ

ركبتمْ رؤوساً من هوىً وسفاهةٍ



وسرتمْ بليلٍ عابسِ الروح.. حــالكِ

نصحتُ...، فلم تُصْغوا إليَّ، تكبّراً



   فماذا لقيتمْ غير أشــداقِ (مالكِ)

سقطتمْ بها، لا نجوةٌ من (جهنّمٍ)


  
   ولا رجعةٌ من حيثُ جئتمْ كـذلكِ

تصيحون: أخْرِجْنا، وليس بسامعٍ



كما صاحَ ذرّ النمـلِ تحـت السنابكِ

وقد كنتُ أدري.. لو سمعتمْ نصيحتي



  ولكنّـكم عُمْي الخُطى والمــداركِ

نجوتُ بنفسي، إذ أبيتمْ..، وإنني



لأبكي عليـكمْ بالدمــوع الســوافكِ

كأنّيَ (نوحٌ) حين حَذَّر إبنَهُ



فقــال: سـآوي للجبـــالِ هـــنالكِ

وأيّ (جبالٍ) حين يغضبُ ربّكمْ



عليـــــكمْ، وَيُلقي أمــره للمـلائكِ

(جبالٌ) كبيتِ العنكبوتِ، تفتّتــتْ



وذابـتْ.. فما تَلْقَـوْنَ من متماسِكِ

ألا لا تلوموني، ولوموا نفوسكمْ



فما غـيرُها ألقى بكمْ في المـهالكِ





غدا يطيرون ..

غدا يطيرون ..



كم قلتَ لي: أصدقائي ، إنَّ أكثرهمْ


يا صاحبي، فانتبهْ، طُلّابُ حاجاتِ

الناسُ عندهُمُ في قَـدْرَ ما ملكوا


من سلطةٍ.. أو نقودٍ.. أو عقاراتِ

تجَّار سوقٍ، فلا تخدعْ بهم أبداً


لا يعرفون وفاءً في العــــــلاقاتِ

صدّقتَ، إذ هنّأوا بالعيد، أو كتبوا


لك العزاءَ طويلاً.. في المجــلّاتِ

وأتخموكَ لحــوماً في موائدهمْ


وقدَّمـوكَ وجيــــهاً في المضافاتِ

غداً تراهمْ إذا ما (طار منصبُـــكُمْ)


ما بيـن لصّ ودجــــالِ وهشّـــاتِ
غداً يطيرون.. كالغربانِ ناعبــةً


ويتركونك.. في أتّـــــونِ آهـــــاتِ

غداً... تعضّ على الكفيّن منْ ندمٍ


ضيَّعتَ عمْرَكَ، في ليلِ الخساراتِ

وَمَنْ يعيــــدُ إليك العُمْر ثانيــةً


وقد مضى كهباءٍ.. في الفضاءاتِ!